أعلن السفير الأميركي لدى بغداد دوغلاس سيليمان أن بلاده لديها خمسة آلاف عسكري يعملون بالشراكة مع الحكومة العراقية لتدريب قوات الأمن العراقية وتأهيلها، لافتاً إلى أن العديد من الفصائل المسلحة التي تعمل خارج سيطرة الدولة تسيطر على العديد من المناطق وتثير خوف النازحين من العودة إلى مناطقهم. وقال سيليمان في رسالة وداعية لمناسبة انتهاء مهمته، إن «العراق أحرز تقدماً خلال فترة العامين ونصف العام الماضية، على رغم صعوبة رؤية ذلك التقدم في خضم ضجيج السياسة». وفي ما يخص عدد القوات الأميركية الموجودة في العراق، أوضح سيليمان أنه «بناء على طلب الحكومة العراقية وبالتعاون الكامل مع بغداد ما زال هناك أكثر من 5000 جندي أميركي يواصلون العمل بالشراكة مع قوات الأمن العراقية في قواعدهم، لتقديم المشورة وتدريبهم وتجهيزهم لضمان الهزيمة الدائمة لداعش والدفاع عن حدود العراق. ودرب التحالف الذي يضم 74 دولة وخمس منظمات دولية أكثر من 190.000 من ضباط الشرطة والجنود العراقيين». وأضاف أنه «مع تراجع داعش تحَسن الوضع الأمني في بغداد ومناطق أخرى من العراق تحسناً ملحوظاً، ومن خلال جهود الحكومة العراقية والولايات المتحدة وشركاء دوليين آخرين عاد أكثر من أربعة ملايين نازح عراقي إلى ديارهم بأمان وكرامة، لقد بدأت المجتمعات العرقية والدينية من الأقليات بالتعافي بعد أن استهدفها داعش بالإبادة الجماعية». وأشار سيليمان إلى أن «علاقاتنا الاقتصادية في نمو مستمر، ونعمل بجد لتعزيز التجارة والاستثمار بين العراق والولايات المتحدة، ففي الشهر الماضي تعاونت السفارة مع الحكومة العراقية وغرفة التجارة الأميركية لجلب أكثر من 50 شركة أميركية إلى العراق لإقامة شراكات تجارية واستثمارية جديدة». وزاد أنه «في ظل كل هذا التقدم أرى فرصاً لا حدود لها للعراق في المستقبل، فالعراق بلد غني، ولديه وفرة من النفط والغاز والمياه والأراضي الصالحة للزراعة، ويمتلك العراق شرائح من المتعلمين الأذكياء الذين يعملون بجد، وأيضاً يحظى العراق بدعم الولايات المتحدة وعشرات الدول الأخرى، التي ترغب في رؤيته يتحول إلى بلد مستقل وديموقراطي ومزدهر وذي سيادة». وقال السفير الأميركي في رسالته الوداعية إن هناك تحديات يواجهها العراق، بينها أنه «بحلول عام 2025 سيدخل مليون شاب عراقي سوق العمل كل عام، في الوقت الذي لم تعد فيه الحكومة قادرة على توفير فرص العمل لكل من يحتاج إليها، فضلاً عن أن فصائل مسلحة خارجة عن سيطرة الدولة فرضت سيطرتها على العديد من مناطق البلاد، ما أدى إلى إثارة الخوف وإحباط الكثير من النازحين العراقيين وحالت دون عودتهم إلى ديارهم، ما زال داعش يسعى إلى زرع الخوف بين العراقيين من خلال الهجمات الإرهابية. وأيضاً، فإن البيروقراطية والفساد وعدم الوضوح بالإجراءات تعوق سعي رجال الأعمال لتوسيع مشاريعهم في العراق وخلق وظائف جديدة». وأضاف سيليمان: «يجب على العراق أن يحمي سيادته من خلال تأمين حدوده وبناء قوات أمنية تأتمر بأمر الحكومة وحدها». وختم أن «البعض يريد أن يكون لدى العراق صديق واحد فقط، لكن الولايات المتحدة تريد أن يكون للعراق مئة من الأصدقاء، وأن يختار الأفكار والممارسات التي تصبُ في مصلحةِ أمن العراق ومجتمعه واقتصاده، وسيكون أمام العراقيين في الفترة المقبلة خيارات مهمة، أتمنى أن تختاروا العراق في كل مرة».
مشاركة :