دفتر اليوميات وسيلة لتخفيف الضغط النفسي

  • 2/6/2019
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

شيكاغو - ينصح علماء النفس مرضاهم بالإبقاء على دفتر يوميات يقولون إنه يمكن أن يكون وسيلة للتنفيس عن الضغوط النفسية وتجاوز صدمة نفسية، وهو ما يُطلق ملكة الإبداع ويعطي معنى للحياة. وغالبا ما ينظر إلى الإبقاء على دفتر يوميات على أنه شيء يبدأ وينتهي في مرحلة المراهقة، والصورة النمطية هي لمراهقة تقول أسرارها لدفتر يوميات عليه زهور، ومزوّد بقفل. وقال الطبيب النفسي هاورد فايسمان، الذي أسس مركز شيكاغو ستريس ريليف، إن “كتابة المذكرات تمنح الأشخاص رؤية.. يحدث هذا بالاتصال بالعقل الباطن. وبمجرد أن تضع القلم بين أصابعك أو بمجرد أن تلامس أناملك لوحة المفاتيح، تفتح هذه العملية الترابطية للعقل الباطن الذي يفتح الباب أمام الإبداع”. وأوضح فايسمان أن دفتر اليوميات يمكن أن يساعد الأشخاص في التأقلم بمنحهم “رؤية من زاوية أعلى” لمشاكلهم، بدلا من رؤيتها من مستوى ميكروسكوبي. وأضاف “عندما تكتب عن تفاصيل الضغوط النفسية والتحديات في حياتك، تقوم بتقليص حجم المشكلة حتى توسع رؤيتك”. وأضاف المختص النفسي أنه خلال الفترات التاريخية أو الشخصية المضطربة وعندما تبدو الأمور خارجة عن السيطرة، يمكن أن تكون كتابة اليوميات وسيلة لتعزيز صوت المرء الداخلي، ما يسمح بـ“فترة صمت”، مؤكدا “أنها تقدم فترة هدوء للتفكير وهذا التفكير يوفر فرصة لتوفير الوقت والهدوء وهذه الوحدة الهادفة مهمة للغاية خلال أوقات الفوضى”. وقالت ليزا بيدج، طبيبة علم النفس السريري في بارك ريدج بولاية إلينوي، إنها تشجع الجميع على كتابة اليوميات لأنها تساعد في تعزيز جهاز المناعة بحسب أحد الأبحاث. كما تستخدم كتابة اليوميات في عملها للمساعدة في تخفيف الضغط النفسي وقلة النوم. لا يجب أن تكون اليوميات منمّقة. ولا يجب حتى أن تكون جملا كاملة، فلتقم بالكتابة لخمس دقائق فحسب وتعتقد أن هذا يجدي نفعا لأن الكتابة في دفتر اليوميات يمكن أن تبطئ من وتيرة التفكير الذهني وتوقف الأفكار المتسارعة.وتنصح بيدج قائلة “لا يجب أن تكون اليوميات منمّقة. ولا يجب حتى أن تكون جملا كاملة، فلتقم بالكتابة لخمس دقائق فحسب. ويعود إليّ بعض الأشخاص ويقولون لي ‘يا إلهي لقد كان الأمر تفريغا لشحنة نفسية’، لقد واصلت الكتابة لعشرين أو ثلاثين دقيقة”. ويوصي خبراء الصحة العقلية بالإبقاء على دفتر يوميات خطي وليس على جهاز الحاسب الآلي إذا أمكن. وقالت بيدج “إنها تستخدم معالجة ذهنية مختلفة، وإنها تساعد على التفريغ النفسي أكثر من الكتابة من خلال لوحة مفاتيح". وفي سياق متصل يظهر بحث جديد أن الطلاب الذين يكتبون ملاحظاتهم باليد يتعلمون حقا أكثر ممن يكتبونها من خلال لوحة مفاتيح. ومن ناحية أخرى تقول أيمي دارامس، وهي طبيبة علم نفس في شركة “بيهافيرل هيلث أسوسياتس” في شيكاغو، إنه يمكن أن تكون هناك مخاطر في تدوين اليوميات وأنها يمكن ألا تجدي نفعا مع الجميع. وأضافت أن الممارسة يمكن أن تسير على نحو خاطئ وتكون بمثابة طريقة لكي تظل أسيرا للموقف بدلا من أن تتركه وراء ظهرك. ويعتقد فايسمان أن بعض الأشخاص يمكنهم التخلي عن التدوين في سن المراهقة لأنهم يتيهون في تفاصيل حياتهم. وتمضي الأيام لتصير عقودا قبل أن يتوقف بعض الأشخاص ويفكرون كيف وصلوا إلى ما وصلوا إليه. وخلص فايسمان إلى أن “تدوين اليوميات هو وسيلة لإبطاء فترة مكوثنا المحدودة في الحياة وتثمينها بامتنان، ما يجعل الحياة ذات مغزى ومرحة وجديرة بالاهتمام”.

مشاركة :