الحالول يستحضر أنسنة الجبال في التراث العربي والعالمي بأدبي الطائف

  • 2/6/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تفاعل الحضور مع محاضرة الدكتور موسى الحالول التي أقيمت بالنادي الأدبي الثقافي بالطائف في المحاضرة الأدبية التي جاءت بعنوان: ( أنسنة الجبال في التراث العربي والعالمي ) ، حيث بدأ حديثه بمقدمة تحدث فيها عن مفهوم أنسنة الجبال عبر إطلاق صفات الإنسان الجسدية أو النفسية على الجبال أو تشبيهها به، ومن أبسط المظاهر الجسدية لأنسنة الجبال هو وصفها أو تشبيهها بمسميات خاصة بالبشر، إما لأن شكلها أو مظهرها الخارجي يوحي دومًا بذلك أو لأن الجبل، نتيجةً لطارئ، اكتسب صفةً مؤقتة جعلته يبدو وكأنه إنسان. ومن أبرز الشواهد المدوَّنة وأقد مها في أدبنا العربي ما قاله امرؤ القيس في معلقته عن جبل أبان والماء ينهمر على قمته حتى بدا وكأنه شيخ كبير متدثر بثوب من وبر الإبل: كأنَّ أبانًا في أفانينَ وَدْقه .. .. كبير أناسٍ في بجادٍ مزَمل ثم عرج على عرض الأنسنة من وجهة ستيوارت غوتري وقال إن أسباب الأنسنة عند ستيوارت غوتري هي أن عالمنا المتغير أبدًا يلفه الغموض وتحيط به الأسرار لذلك فإن أول حاجةٍ لدينا هي أن نفسر هذا العالم والتفسير يراهن على ما هو ممكن والممكن هو ما يشبهنا ، وقال الحالول إن علة الأنسنة للجبال من وجهة نظري هي أنه لعل ما دفع الإنسان، ولاسيما الصحراوي، إلى أنسنة الجبال هو شعوره بأنه قزم أمام هذه الكائنات الهائلة الصامتة الغامضة، فخلع عليها من صفاته ما يتقرب به منها ويجعلها أليفةً وينزع عنها رهبتها إذ يجعل ها من بني جنسه، فطفق عقله الجمعي يؤلف عنها الأساطيرالتي تثبت رؤيته لها وتثبتها للأجيال التالية في إطار قصصي يذْهب منها تلك الرهبة. ثم تحدث عن الجبال في أسطورة الخلق النوردية و أنسنة الجبال في أساطير الشرق القديم وسواها وتحدث عن قداسة الجبال عند الشعوب حيث ارتبطت الجبال في كثيرٍ من أساطير الشعوب القديمة ببداية الخليقة، أو جَعَلَها الناس موطنًا لآلهتهم، أو مولدًا لأقوامهم )كما عند الرومان والأرمن والكرْد(، أو مدفنًا لأبطالهم أو أنبيائهم أو أوليائهم الصالحين. ومن هنا نشأت قداستها الأسطورية أو أهميتها التاريخية أو القومية، كما فيجبل صَفون ]الأقرع[ عند الفينقيين، وحرمون ]جبل الشيخ[ عند الكنعانيين، وجبل الأولمب عند الإغريق، وأرارات عند الأرمن، وسونغ تشانغ عند الصينيين، وفوجي عند اليابانيين، والهمالايا عندالبوذيين، وإتنا عند الرومان، وجبال الطور ]سيناء[ وصهيون وهورونَبو عند اليهود، وجبال الجليل والزيتون والجلْجلة عند المسيحيين، وجبل كينيا عند الكينيين، وجبلي عرفات وأبي قبيس عند المسلمين. ثم تحدث عن الجبل عند الكاتب الإغريقي إيسوب والعبارة الشهيرة (تمخض الجبل فَوَلَد فأرًا!) ، ثم أورد عدد من الشواهد الشعرية والروائية على أنسنة الجبال وتحدث عن الجبال في المأثور الإسلامي حيث أشار إلى أن الله أهبط آدم على جبلٍ في الهند اسمه واسم، كما تعارف آدم بحواء، التي هبطت في جدة، على جبل عرفات. وحيث إنه لم يكن هناك بشر غيرهما، يبدو أن المقصود بالتعارف بين آدم وحواء هو بداية العلاقة الزوجية التي تناسلت في إثرها الأجيال البشرية. وكما شهد جبل عرفات بداية الخليقة على الأرض، شهد جبل الجودي ميلاد الخليقة الثاني بعد طوفان نوح، فكان منقذ الخليقة المؤمنة. ثم أورد بعض التسميات العربية الطريفة للجبال عند بعض القبائل والشعوب وعرض بعد ذلك صورا وشواهدا على أنسنة الجبال في فن النحت والفوتوشوب و أنسنة الجبال عند موسى سعيد الزهراني كما تحدث عن الجبال في الأديان السماوية في اليهودية و المسيحية و الإسلام وتحدث عن أنسنة الجبال في القرآن الكريم موردا آيات قرآنية عن تسبيح الجبال وخشوعها وخشيتها من الله عز وجل و تحدث أيضا عن أنسنة الجبال في الحديث الشريف حيث أورد حديث (أحد جبل نحبه ويحبنا) وحديث (اثبت أحد، فإنما عليكَ نبي و صديق وشهيدان.( تحدث بعد ذلك عن الجبال والعشق المحرم في الجاهلية مستشهدا بإساف ونائلة و أجأ وسلمى وجبل القسم ثم تحدث عن جبل طمية وفوهة الوعبة ، وفي نهاية المحاضرة قام مدير اللقاء الأستاذ خلف سرحان القرشي بفتح المجال لمداخلات وأسئلة الحضور حيث تداخل الحضور بأسئلتهم للضيف ، ألقى بعد ذلك رئيس النادي الأدبي الثقافي بالطائف الأستاذ عطا الله بن مسفر الجعيد كلمة عقب فيها على المحاضرة وقام بعد ذلك بتكريم المحاضر ومدير اللقاء بدروع تقديرية بهذه المناسبة .

مشاركة :