البغدادي تجاور نهر الفرات وسكانها يستغيثون من الجوع والعطش

  • 2/18/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

ناحية البغدادي (الأنبار): مناف العبيدي تشهد ناحية البغدادي الصغيرة التي تبعد 90 كيلومترا عن مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، من جهة الغرب، منذ أسبوع حصارا مأساويا بعد أن تمكن مسلحو «داعش» من اختراقها للمرة الأولى بعد سلسلة هجمات بدأها قبل نحو أكثر من عام، فيما أطلق الكثير من المسؤولين في الناحية وسكانها نداءات متكررة للحكومة لإنقاذ سكانها البالغ عددهم أكثر من 50 ألف نسمة، من خطر التنظيم المتطرف. «الشرق الأوسط» دخلت البلدة وتجولت في أحيائها المحاصرة وشاهدت الأهالي وهم يجمعون في أوان مياه الأمطار التي تساقطت وكأنها لبّت النداء وجاءت لإنقاذ المدنيين العزل من الموت عطشا رغم أن بلدتهم تقع على ضفة نهر الفرات. المواطن عمرو كرب علي، 43 سنة، وهو أحد المحاصرين في منطقة الحي السكني. قال علي: «منذ أشهر ونحن نطلق نداءات الاستغاثة ولا أحد يسمع وكأننا محكوم علينا أن نواجه الموت باتفاق الجميع». وتابع: «منذ أشهر ونحن نعيش مأساة حقيقية تتمثل في انعدام تام للمواد الغذائية والطبية وآخر معاناتنا أنه هجم علينا المسلحون وفرضوا حصارا داخليا بين الأحياء السكنية»، موضحا «وهناك ألف عائلة محاصرة تعاني من انعدام الماء، وخاطر بعض السكان بالذهاب إلى النهر لجلب الماء فكان مصيرهم الموت برصاص المسلحين الذين نشروا القناصة على أسطح المباني». وتابع: «مصيرنا مجهول ومظلم خصوصا بعد هذا الصمت الحكومي وعدم الاستجابة لنداءاتنا المتكررة». وتقول هديل عبد الغفور علي، 35 سنة، وهي ربة بيت: «أولادي يتضورون جوعا وعطشا. لم نعد نريد شيئا من الحكومة سوى أن تفتح لنا الطريق للخروج من المدينة إلى المخيمات أو حتى إلى خارج الوطن الذي لم يعد يضمن لنا العيش بسلام وكرامة». وأضافت: «أطفالي هزلت أجسادهم وأغلب أطفال المدينة يعانون من نفس الحال وبدأت الأمراض تغزو بيوتنا.. المشتكى لله وحده.. أتوجه هنا بالنداء إلى أهلنا في كل بلدان العرب ليغيثونا.. فقد تخلت عنا حكومتنا وتخلى عنا الجميع هنا. الموت يحاصرنا من كل جانب ولا نريد سوى الهروب من هذا الجحيم». الشيخ مال الله برزان العبيدي رئيس المجلس البلدي لناحية البغدادي قال: «لم يعد باستطاعتنا الصمود أكثر. مضى عام ونحن نتصدى لهجمات مسلحي (داعش)، لكننا لم نعد نمتلك السلاح والعتاد والطعام للصمود أكثر.. نداءاتنا المتكررة لا تجدي نفعا مع الصمت الحكومي وكأنها عقوبة جماعية لأهالي ناحية البغدادي الذين قدموا الشهداء دفاعا عن كرامة الوطن». ويضيف «مسلحو تنظيم داعش يصرون على اقتحام البغدادي لأننا أذقناهم الويل وقتلنا منهم الكثير حتى صار كل همهم دخول مدينتنا والقصاص من أهل البغدادي الأبطال». وحذر من أن البغدادي «ستشهد عملية إبادة جماعية في حال استمر الصمت الحكومي.. وهذا آخر ما أقوله للسيد حيدر العبادي (رئيس الوزراء)». ويوضح العقيد عبد السلام عبد الله العبيدي، مدير شرطة ناحية البغدادي، كيف أن تنظيم داعش بعد دخوله البلدة وسيطرته على أجزاء منها نشر قناصة على أسطح المباني العالية لعزل بعض أحياء البلدة مما تسبب في حصار لأكثر من ألف عائلة.. وقطع الاتصال عنهم تماما». وتابع: «تمكنا من الوصول إلى قاعدة عين الأسد وجلب كمية من الذخيرة التي ستكفينا لعدة أيام أملا في وصول الإمدادات العسكرية اللازمة لطرد المسلحين». بدوره، طالب الشيخ معدي كرب السمرمد، شيخ عشائر العبيد في الأنبار، الحكومة المركزية والحكومة المحلية بتأمين طريق لآلاف العائلات المحاصرة في البغدادي فضلا عن مئات آخرين منهم عالقين في الطريق بين ناحية البغدادي وقضاء حديثة. وقال: «لا القوات الأمنية تسمح لهم بالخروج ولا مسلحو تنظيم داعش يسمحون لهم بالمغادرة من الأحياء المحاصرة». وتساءل «ما ذنب المدنيين العزل في هذا القتال الدائر منذ قرابة العام؟ لماذا لا تتخذ الحكومة إجراءات رادعة بحق المسلحين؟ هل عجزت حكومتنا وقواتنا الأمنية عن طرد هؤلاء الأوباش؟». على صعيد آخر ذي صلة، أفاد سكان بأن تنظيم داعش أحرق أمس 30 مدنيًّا كان قد اختطفهم في منطقة الجبة قرب ناحية البغدادي. وأبلغ السكان وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن التنظيم المتطرف أحرق المدنيين أمام جمع من الناس بتهمة التعاون مع القوات العراقية.

مشاركة :