خليط من العلاجين المناعي والكيماوي يُحارب سرطان الثدي المميت

  • 2/7/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ربما تبدّل تجربة سريرية جديدة شكل علاج نوع سرطان الثدي الأكثر عدائية وعناداً: سرطان الثدي الثلاثي السلبي. اكتشف الباحثون أن خليطاً من العلاجين الكيماوي والمناعي يعزِّز معدلات النجاة. تفتقر خلايا سرطان الثدي الثلاثي السلبي إلى مستقبلات هرمونين (الإستروجين والبروجستيرون) وبروتين (HER2). صحيح أن هذا السرطان غير شائع، إلا أنه من بين الأكثر عدائية وفتكاً. في معظم الحالات، يصبح بسرعة مقاوماً للعلاج الكيماوي ويواصل انتشاره في الجسم. تشير البحوث إلى أن سرطان الثدي الثلاثي السلبي يشكّل نحو 10% إلى 15% من حالات سرطان الثدي المشخصة. كذلك يُعتبر أكثر انتشاراً بين النساء الأصغر سناً في العقد الخامس أو السادس من عمرهن. يحقق أخيراً العلاج المناعي، نوع من العلاج يعزِّز دفاعات الجسم ضد السرطان، تقدماً كبيراً كعلاج سرطان فاعل. واليوم، تبرهن أول تجربة سريرية أن العلاج المناعي، عندما يترافق مع العلاج الكيماوي، يعزز فرص النجاة ويوقف نمو الورم في حالة مَن يعانين سرطان الثدي الثلاثي السلبي. أجرى التجربة باحثون من جامعة الملكة ماري في لندن ومستشفى سانت بورثولوميو، وكلاهما في لندن. أما تقرير نجاحها، فنُشر في مجلة «نيو إنغلاند للطب» وعُرضت خلال مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلم الأورام الطبي لعام 2018 في ميونخ بألمانيا. يذكر البروفسور بيتر شميد، باحث شارك في إعداد تقرير الدراسة: «سرطان الثدي الثلاثي السلبي شكل عدائي من سرطان الثدي. لذلك نبحث بدأب عن خيارات علاجية أفضل». يضيف: «من المؤسف أن المصابات بهذا النوع من السرطان يكن غالباً شابات ويملك عدد كبير منهن عائلات شابة». يؤكد الباحث: «يسرني أننا، باستعمال خليط من العلاجين المناعي والكيماوي، ننجح في إطالة أمد حياة المريضات على نحو ملحوظ، مقارنة بالعلاج التقليدي القائم حصراً على العلاج الكيماوي». اختبر الفريق فاعلية خليط العلاج المناعي والكيماوي في حالة سرطان الثدي الثلاثي السلبي. استخدم الباحثون تحديداً أتيزوليزوماب، وهو جسم مضاد أحادي النسيلة (أحد أدوية العلاج المناعي)، والعامل العلاج الكيماوي ناب-باكليتاكسيل. أعطى الباحثون، وفق التوجيهات المعتمدة، المشاركات ناب-باكليتاكسيل أسبوعياً. لكنهم أضافوا إليه جرعة من أتيزوليزوماب مرةً كل أسبوعين. في هذه المقاربة، يعزِّز دواء العلاج المناعي قدرة الجهاز المناعي على التفاعل، فيما «يسم» العلاج الكيماوي سطح الخلايا السرطانية، ما يسمح لجهاز المناعة بالعثور عليها ومهاجمتها. اكتشف الباحثون أن هذا الخليط القوي قادر على إطالة حياة المريضة بنحو 10 أشهر، مخفضاً خطر الوفاة أو تطور المرض بنسبة 40%. يذكر البروفسور شميد: «تشكّل هذه خطوة كبيرة نحو الأمام». ويعتقد أن نجاح التجربة يشكّل تطوراً كبيراً في مجال معالجة الأشكال العدائية من سرطان الثدي. يتابع موضحاً: «نبدّل طريقة علاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي بإثبات لأول مرة أن للعلاج المناعي ثأثيراً إيجابياً كبيراً في فرص استمرار المريضة على قيد الحياة». يذكر أيضاً: «في مقاربة العلاج المختلط، نستخدم العلاج الكيماوي لتمزيق عباءة حماية الورم من الجهاز المناعي بغية فضح وجوده، فضلاً عن تمكين جهاز مناعة الإنسان للانقضاض عليه». بعد هذه التجربة، تراجع السلطات المعنية في المملكة المتحدة راهناً علاجاً جديداً ربما يصبح قريباً متوافراً لخدمات الصحة الوطنية البريطانية. وإلى أن يصبح هذا الخيار العلاجي متاحاً للجميع، يقدّمه العلماء لبعض مَن يعانين سرطان الثدي الثلاثي السلبي ضمن إطار التجارب السريرية في مستشفى سانت بارثولوميو.

مشاركة :