برلين - تعرض لوحة "لوف إز إن ذي بين" للفنان الشهير بانكسي التي مزّق جزء منها بعد بيعها في مزاد، ما أحدث ضجة عالمية في مجال الفنون، وذلك للمرة الأولى اعتبارا من الثلاثاء في متحف بمدينة بادن بادن الألمانية. وفيما يخشى كثر أن يعمد فنان الشارع المثير للجدل إلى حركة جديدة مماثلة تثير الضجة، حرص هينينغ شابر مدير متحف فريدر بوردا حيث تعرض اللوحة على الطمأنة. وهي تعرض هناك حتى الثالث من مارس/آذار. وقال شابر الاثنين خلال تعليق اللوحة إن ساحقة الورق التي خبأها بانكسي داخل إطارها وتسببت بتهشيمها جزئيا، "قد عُطلت". وأوضح للصحافيين أن "بانكسي نقدي وتخريبي وشديد الذكاء، وهو يتمتع بروح فكاهة خاصة كما أنه حاذق". وأضاف "نريد أن نتفادى مجيء زائر في الأيام الثلاثة أو الأربعة المقبلة وإخفاءه زرا تماما كما حصل في لندن… ليتواصل التمزيق". وتابع مدير المتحف قائلا "لهذا فتحنا الإطار وتفحصنا كل شيء ورأينا أن آلية تشغيل (آلة السحق) عُطلت"، مبقيا على الغموض بشأن هوية الشخص أو الأشخاص الذين عطلوا الآلية. وقال "نتطلع بإيجابية" إلى الأسابيع الأربعة للمعرض الذي من شأنه إثارة "اهتمام كبير" من العامة خصوصا لدى الشباب ومحبي بانكسي. وقد اهتز عالم الفن بشدة بفعل التلف الذاتي الجزئي للوحة الفنان البريطاني في 5 اكتوبر/تشرين الاول بعيد بيعها في مزاد لدار سوذبيز لـ"هاوية جمع أوروبية" في مقابل 1,042 مليون جنيه استرليني (1,356 مليون دولار). ففور انتهاء المزاد ووسط ذهول كبير من الحاضرين، تراجع الرسم الذي يظهر فتاة صغيرة حاملة بالونا أحمر على شكل قلب، إلى الجزء السفلي من اللوحة وبدأ يتقطع تلقائيا بفعل آلة سحق خبأها بانكسي بنفسه. وقد أسفرت هذه الخطوة عن تقطيع ما يقرب من نصف اللوحة. وقد صُدمت الشارية في بادئ الأمر غير أنها أعلنت لاحقا قرارها الاحتفاظ باللوحة بوضعها الجديد. PreviousNext وحققت مشاهد التمزق التلقائي انتشارا كبيرا عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم. ورغم التشويه اللاحق باللوحة، أو ربما بفضله، ارتفعت قيمة العمل إثر هذه الخطوة التي أراد بانكسي من خلالها التنديد بالمنحى التجاري الطاغي على الفن. وقال هينينغ شابر "نتحدث هنا عن ارتفاع كبير في قيمة العمل لكن هذا الأمر يندرج في إطار التكهنات، لا نعلم شيئا". وقد علقت اللوحة بعد ظهر الاثنين أمام حوالى عشرين صحافيا في القاعة الممتدة على مساحة حوالى خمسين مترا مربعا في المتحف الألماني. وثُبت العمل ببطء وعناية كبيرة على الجدار على يد موظفين اثنين في المتحف يضعان قفازات بيضاء فيما تدلت قصاصات العمل تحت الإطار. كذلك يقدم المعرض صورا لعملية "التمزق الذاتي" وفيلما عن بانكسي فضلا عن سمبوزيوم مخصص للفنان البريطاني الغامض. وكان بانكسي قد غيّر اسم هذا العمل من "غيرل ويذ بالون" إلى "لوف إز إن ذي بين".
مشاركة :