بدد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو شكوك حلفاء بلاده في الحملة الدولية لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا. وأكد مجددا قيادة الولايات المتحدة للحملة رغم الانسحاب من سوريا، وطالب الحلفاء بدعمها ماليا. أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اليوم الأربعاء (السادس من شباط/فبراير 2019) أن انسحاب قوات بلاده من سوريا "ليس نهاية معركة أمريكا" وجدد الالتزام بهدف إلحاق الهزيمة بتنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ "داعش". وفي كلمة ألقاها أمام وزراء للخارجية ومسؤولين كبار من 79 دولة تعمل مع الولايات المتحدة في محاربة التنظيم في سوريا والعراق، قال بومبيو إن "الدولة الإسلامية" لا تزال تمثل تهديدا. واجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في التحالف الدولي ضد "داعش"، وعلى جدول أعمالهم العديد من المسائل الشائكة أبرزها تجنب بروز التنظيم الإرهابي مجددا وبت مصير المقاتلين الأجانب المعتقلين في سوريا وتبديد التوتر بين الأكراد والأتراك. وأقر وزير الخارجية الأميركي في مستهل اللقاء بأن "داعش" لا يزال يشكل تهديدا خطيرا، ويشمل ذلك "المناطق التي لا يسيطر عليها"، مضيفا "من مسؤولية جيلنا أن نضع حدا له". ودعا التحالف الدولي للتأكيد مجددا على أن الهدف هو "إلحاق هزيمة نهائية" بالتنظيم، الذي نفذ في الأعوام الأخيرة اعتداءات دامية في أوروبا انطلاقا من معاقله السابقة، وخصوصا في سوريا. واستند بومبيو إلى الهزائم التي تكبدها التنظيم المتطرف والتي تجلت في خسارته القسم الأكبر من المناطق التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، ليؤكد أن "طبيعة المعركة في طور التبدل". وأضاف "من الآن وصاعدا لن تكون معركتنا عسكرية في الدرجة الأولى، لأننا ندخل عصر الجهاد اللامركزي وعلينا تاليا أن نتبنى مقاربة رشيقة"، وخصوصا عبر تكثيف تبادل المعلومات الاستخباراتية. وأوضح أنه لهذا السبب، فان إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجئ في كانون الأول/ديسمبر سحب نحو ألفي جندي من شمال سوريا "لا يعني نهاية المعركة الأميركية". وشدد على أن "أميركا ستواصل قيادة" المعركة ضد التنظيم، "ولن تمنح أي فرصة لمن يريدون تدميرنا". وجدد بومبيو دعوته الدول الأخرى إلى المشاركة في شكل أكبر في الجهد المالي لهذه المعركة، لافتا إلى نقص يناهز 350 مليون دولار على صعيد حاجات التمويل لإرساء الاستقرار في العراق هذا العام. ويشار إلى أن قرار ترامب حول الانسحاب من سوريا أثار قلق العديد من حلفاء واشنطن. ح.ع.ح/أ.ح (أ ف ب، د.ب.أ، رويترز)
مشاركة :