استمعت محكمة الجنايات في رأس الخيمة، أمس، إلى أقوال شاهد آسيوي في قضية قتل، اتهم فيها شاب إفريقي بقتل زميل له، آسيوي، بـ«شيول» (محفة الرمل)، ووضع السم في فمه لإخفاء جريمته، وإظهار أن المجني عليه مات منتحراً. وكشف الشاهد خلال الإدلاء بأقواله مفاجأة أصابت هيئة المحكمة بالدهشة، هي أن المتهم (الذي عمل معه في مزرعة برأس الخيمة) يتحدث اللغة العربية، وأنه لا يحتاج إلى مترجم. وكانت المحكمة استعانت خلال جلسات المحاكمة الماضية بمترجم لهجة محلية لإحدى القبائل الإفريقية، لترجمة أقواله. وقال الشاهد أمام المحكمة إنه كان نائماً في غرفته في المزرعة يوم ارتكاب جريمة القتل، وإن المتهم دخل عليه عند الواحدة ليلاً، وأبلغه بأن زميلهما انتحر بشرب السم، وأن عليه الاتصال بصاحب المزرعة لإبلاغه بذلك. وأضاف: «اعتقدت أنه يمازحني، فخرجت إلى مكان وجود زميلنا، ووجدته ملقى على الأرض يتنفس ببطء، بينما كان الماء يخرج من فمه، وشاهدت المتهم بعدها يمشي خلفي ويخرج ماء من فمه أيضاً، وأبلغني بأنه شرب من السم نفسه أيضاً». وأوضح الشاهد أن السم عبارة عن علبة مبيد حشري تستخدم لقتل الحشرات في أجسام المواشي، مضيفاً: «شاهدت زميلي يلفظ أنفاسه الأخيرة، وشعرت بالخوف من الواقعة، لذلك لم أقدم أي مساعدة له، وأخذت المتهم إلى المستشفى بسيارة أجرة بعدما أبلغت صاحب المزرعة بتفاصيل الواقعة»، لافتاً إلى أنه لم يشاهد المتهم وهو يرتكب الجريمة. وطالب محامي المتهم، سالم الكيت، خلال مرافعته بتفريغ هاتف المجني عليه، كونه يحمل أسراراً كثيرة قد تغير مجرى الواقعة، كما طالب بالاستماع لشهادة الطبيب النفسي، الذي فحص المتهم، لسؤاله عن الفترة التي قضاها المتهم في المصحة النفسية، ومعرفة نسبة ودرجة ذكائه وإدراكه لما يجري من حوله. وأوضح أن المتهم اعترف أمام النيابة العامة والمحكمة بضرب زميله الآسيوي بـ«شيول» على رأسه نتيجة خلافات بينهما، لكنه نفى وضع السم في فم المجني عليه لإخفاء الجريمة. وكانت شرطة رأس الخيمة تلقت في يوليو من العام الماضي بلاغاً بوقوع جريمة قتل في إحدى المزارع برأس الخيمة، وكشفت التحقيقات وتقرير الطب الشرعي تعرض الضحية للضرب بآلة حادة على الرأس، أدت إلى وفاته، فيما تعمد القاتل وضع السم في فم المتوفى بعد قتله لإخفاء معالم جريمته، لتبدو انتحاراً. واعترف المتهم بعد ضبطه بقتل زميله في السكن نتيجة تهكم المجني عليه، ووصفه بكلمات نابية، ما جعله يقدم على قتله أثناء نومه بآلة حادة. المحكمة استعانت خلال جلسات المحاكمة الماضية بمترجم لهجة محلية لإحدى القبائل الإفريقية.طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :