تفاعل الحضور مع محاضرة الدكتور موسى الحالول التي أقيمت بالنادي الأدبي الثقافي بالطائف في المحاضرة الأدبية التي جاءت بعنوان: (أنسنة الجبال في التراث العربي والعالمي)، حيث بدأ حديثه بمقدمة تحدث فيها عن مفهوم أنسنة الجبال عبر إطلاق صفات الإنسان الجسدية أو النفسية على الجبال أو تشبيهها به، ومن أبرز الشواهد المدوَّنة وأقدمها في أدبنا العربي ما قاله امرؤ القيس في معلقته عن جبل أبان والماء ينهمر على قمته حتى بدأ وكأنه شيخ كبير متدثر بثوب من وبر الإبل: كأنَّ أبانًا في أفانينَ وَدْقه .. .. كبير أناسٍ في بجادٍ مزَمل ثم عرج على عرض الأنسنة من وجهة ستيوارت غوتري وقال إن أسباب الأنسنة عند ستيوارت غوتري هي أن عالمنا المتغير أبدًا يلفه الغموض وتحيط به الأسرار لذلك فإن أول حاجةٍ لدينا هي أن نفسر هذا العالم والتفسير يراهن على ما هو ممكن والممكن هو ما يشبهنا، وقال: لعل ما دفع الإنسان، ولاسيما الصحراوي، إلى أنسنة الجبال هو شعوره بأنه قزم أمام هذه الكائنات الهائلة الصامتة الغامضة، فخلع عليها من صفاته ما يتقرب به منها ويجعلها أليفةً وينزع عنها رهبتها إذ يجعلها من بني جنسه، فطفق عقله الجمعي يؤلف عنها الأساطير التي تثبت رؤيته لها وتثبتها للأجيال التالية في إطار قصصي يذْهب منها تلك الرهبة. ثم تحدث عن الجبال في أسطورة الخلق النوردية وأنسنة الجبال في أساطير الشرق القديم وسواها. وتحدث عن قداسة الجبال عند الشعوب حيث ارتبطت الجبال في كثيرٍ من أساطير الشعوب القديمة ببداية الخليقة، أو جَعَلَها الناس مولدًا لأقوامهم، أو مدفنًا لأبطالهم أو أنبيائهم أو أوليائهم الصالحين. ومن هنا نشأت قداستها الأسطورية أو أهميتها التاريخية أو القومية. كما تحدث عن الجبال في الأديان السماوية في اليهودية والمسيحية والإسلام وتحدث عن أنسنة الجبال في القرآن الكريم موردا آيات قرآنية عن تسبيح الجبال وخشوعها وخشيتها من الله عز وجل وتحدث أيضا عن أنسنة الجبال في الحديث الشريف حيث أورد حديث (أحد جبل نحبه ويحبنا) وحديث (اثبت أحد، فإنما عليكَ نبي وصديق وشهيدان).
مشاركة :