انطلقت في واغادوغو قمة خماسية لمحاربة الارهاب تجمع دولاً في منطقة الساحل، غداة مقتل 14 شخصاً في هجوم «إرهابي» في بوركينا فاسو. واجتمع قادة «قوة مجموعة دول الساحل الخمس» التي تضم بوركينا فاسو وتشاد ومالي وموريتانيا والنيجر في واغادوغو في قمة تستمر يوماً هدفها تعزيز التنسيق في المعركة ضد الارهابيين الذين تسببوا بمقتل مئات المدنيين وبأضرار اقتصادية. وعشية القمة، قُتل 14 مدنياً في هجوم وقع في شمال بوركينا فاسو قرب الحدود مع مالي، بحسب ما أفاد الجيش. ورداً على الهجوم، شنّ الجيش عمليّات عسكريّة في ثلاث مناطق بشمال البلاد قال إنه قام خلالها بقتل 146 مسلحاً. وقال الرئيس البوروندي السابق بيار بويويا، ممثل الاتحاد الإفريقي في القمة، إن «بوركينا فاسو التي تستضيف هذه القمة كانت بين الدول الأكثر مسالمة في العالم، باتت اليوم ضحية اعتداءات يشنها إرهابيون أهدافهم رجعية». وأضاف أن «الاتحاد الإفريقي يعرب عن تضامنه وتعاطفه مع حكومة بوركينا فاسو وشعبها ويحضهم على حشد قواهم للوقوف معاً ضد أعمال المجموعات الإرهابية المزعزعة للاستقرار. وكذلك سد أي ثغرات قد يستغلها العدو». واتُّخذت إجراءات أمنية مشددة شملت إغلاق طريق رئيس سريع يربط المطار بمكان انعقاد القمة. واندلع التمرد في منطقة الساحل في أعقاب الفوضى التي اجتاحت ليبيا عام 2011، فشهد شمال مالي هجمات ارهابية. ومع ارتفاع حصيلة الضحايا، تم إطلاق خطة تدعمها فرنسا العام 2015 لنشر قوة مشتركة مكونة من خمس دول وتضم 5 آلاف عنصر. لكن نقص التمويل والتدريب والمعدات شكلت عوامل قوضت المبادرة. وتعرض مقر القوة في مالي في حزيران (يونيو) الماضي لهجوم انتحاري مدمر أعلنت مجموعة مرتبطة بـ»القاعدة» مسؤوليتها عنه. ونظراً لهذه التحديات، بدت «قوة مجموعة دول الساحل الخمس» غير نشطة لفترة طويلة، لكن قائدها الجنرال الموريتاني حنانة ولد سيدي أعلن أخيراً أنها شنت ثلاث عمليات عسكرية منذ 15 كانون الثاني (يناير) الماضي، من دون ذكر تفاصيل إضافية.
مشاركة :