بعد ساعات على وصف الرئيس الاميركي دونالد ترامب المباحثات مع حركة طالبان الأفغانية أنها «بناءة»، وأعرب عن أمله الحذر في إنهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة عبر المفاوضات، كشف مسؤول بارز في طالبان أن الولايات المتحدة وافقت في مفاوضات الدوحة على سحب نصف جنودها المنتشرين على الأرض، بنهاية نيسان (ابريل). وفي سابقة منذ 17 عاماً، واصل مسؤولون من حركة طالبان محادثات مع سياسيين أفغان نافذين في موسكو لليوم الثاني. وطرح ممثلو الحركة رؤيتهم ومواقفهم من إدارة البلاد وقضايا المرأة وغيرها أمام الكاميرات. ومع فتح الولايات المتحدة خطا تفاوضيا مباشرا مع طالبان، ودعوتها للحوار مع القوى السياسية في موسكو شعرت الحكومة الأفغانية بتهميش تهميش دورها ما دفع الرئيس اشرف غني إلى القول إن «المجتمعين في موسكو ليس لهم سلطة تنفيذية. بإمكانهم أن يقولوا ما يشاؤون». وبعد نحو أسبوع على انتهاء مباحثات بين وفد من طالبان والولايات المتحدة، استضافت موسكو أعضاء من الحركة إضافة إلى سياسيين أفغان بارزين بينهم الرئيس السابق حميد كرزاي، بينما غاب ممثلو الحكومة. وطرح ممثلو الحركة الراغبة في المشاركة بقوة في حكم أفغانستان بعد 17 عاما من الحرب مع الولايات المتحدة رؤيتهم لمستقبل البلاد. وفي مشاهد استثنائية استمع مسؤولو طالبان إلى نساء تحدثن في اجتماع موسكو، وهو أمر لم يكن يمكن تخيله إبان حكم طالبان الذي أطاحت به الولايات المتحدة في 2001. ومعلوم أن طالبان حدّت أثناء حكمها من حريات النساء ومنعتهن من العمل أو الدراسة في المدارس ومنعتهن من الخروج من منازلهن بدون رجل يرافقهن وهن يلبسن البرق، لكن ممثلي الحركة أشاروا إلى أنها قد تخفف بعض القيود بما يتماشى مع الشريعة الإسلامية، تصل حتى الى تمثيل النساء في البرلمان. وقال عبد السلام حنيفي نائب مدير المكتب السياسي لطالبان في الدوحة للصحافيين في موسكو إن «الأميركيين وافقوا على سحب نصف جنودهم فورا. سيبدأ الانسحاب من الأول من شباط (فبراير) ويستمر لغاية نهاية نيسان(أبريل)». ويصر حلفاء غني في واشنطن على أن الأفغان هم من يجب أن يقودوا عملية السلام، كما أن الجهود الطويلة التي قامت بها الولايات المتحدة للحوار مع طالبان كان الهدف المعلن منها هو إقناعهم بالتفاوض مع الحكومة في كابول. وأعلن الجنرال جوزف فوتيل رئيس القيادة المركزية الأميركية أمام الكونغرس الأميركي أنه «في النهاية نريد أن نصل إلى حوار بين طالبان وأفغانستان. فهم وحدهم القادرون على حل مسائل أساسية في الخلاف». ومع فتح موسكو وواشنطن باب الحوار مع طالبان، تحدث غني مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في وقت متأخر من الثلثاء، وقال إنه «أكد على الأهمية الكبيرة لضمان مركزية الحكومة الأفغانية في عملية السلام». وأعرب غني عن احباطه من تهمشيه فيما يتشارك أعداؤه السياسيون في الصلاة والمآدب مع طالبان وهم يناقشون مستقبل بلاده، وفي تصريحات لوسائل إعلام محلية قال إن الاجتماع في روسيا «لا يعدو كونه مجرد وهم. لا يمكن لأحد أن يقرر دون موافقة الشعب الأفغاني». وزاد «مع من وعلى ماذا سيتفقون هناك؟ من أين لهم الصلاحيات؟ حتى لو تم عقد مئات اللقاءات من هذا النوع، ستبقى نتائجها حبرا على ورق إذا لم تشارك فيها الحكومة الأفغانية وغيرها من المؤسسات الشرعية الأفغانية
مشاركة :