وفق دراسات علمية جديدة، طارت بها وكالات الأنباء قبل أيام، فإن للعناق والأحضان والقبلات أهمية كبرى خاصة للرجال، باعتبار ذلك -حسب ما نشر موقع “ هيلث اون لاين” البريطاني- من مسببات السعادة، كما أنه يخلص الرجل من الضغوط اليومية والتوتر والإجهاد، ويجعله أكثر نشاطا، إضافة إلى تحسين الأداء البدني. وبينما عددت هذه الدراسات فوائد “الأحضان” ومفعولها السحري في الوقاية من أمراض القلب وتصلب الشرايين وتقوية الجهاز المناعي للجسم، وتنظيم إنتاج الجسم لخلايا الدم البيضاء، وأيضاً إرخاء العضلات والتخلص من التوتر والألم، أشارت إلى أن الرجل يحتاج على الأقل إلى ما بين 8 إلى 12 حضنا في اليوم وزعها موقع “مركولا” الأميركي إلى 4 من أجل البقاء على قيد الحياة، و8 لممارسة الأعمال اليومية، و12 للتخلص من الضغوط. وحدد الموقع مدة الحضن “المثالي” بـ20 ثانية، وأن المواظبة على ذلك لمدة 10 أيام فأكثر، تساعد على زيادة قوة تحمل المشاكل والصراعات وتجعل الرجل قادراً على المواجهة وتعزّز الاستقرار النفسي! ورغم أن الدراسات -حسب ما نشر- لم تحدد بالضبط هويّة مستحقي هذه الأحضان والقبلات وتركتها على المشاع، وهل هي قاصرة على الزوجة فقط؟ أم يدخل في تعدادها الأبناء والأصدقاء والجيران والأهل والمعارف وذوو القربى والمساكين وأبناء السبيل؟ إلا أنني كمواطن عربي “صالح” فهمت أخيراً لماذا كان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، مغرماً للغاية بتوزيع قبلاته وأحضانه على “كل من هبَّ ودبّ” ومع ذلك لم تشفع له بعدم دفع حياته في نهاية مأساوية، ربما بيد من عانقهم أو احتضنهم أو حتى صافحهم. ومع أن المرأة ربما تكون المستفيد الأكبر كالمعتاد.. الواحدة منهنَّ تأخذ “قلب” الرجل إذا أحبها، و”مرتبه” إذا تزوجها، و”الشقة” والنفقة إذا طلقها، و”معاشه” وترثه إذا مات. وبعد ذلك تندب: “لا نأخذ من الرجال غير وجع القلب”. إلا أن زميلاً وصديقاً “صحافياً” عربياً صدمني، حين سألته يوماً ساخراً في ختام مناقشة ساخنة عن جواز تقبيل الرجل لامرأته، فأفتى جادّا بأن ذلك “منكرٌ” لا يجوز، فاستغربت: كيف تستنكر القُبلة وتستبيح الإنجاب منها؟ فأجاب باقتضاب: “هذه نَقْرَة.. وتلك نَقْرَةٌ أخرى”! أكتب لكم الآن وأنا في قمة الإحباط، إذ جلست أحاول تعداد عدد قبلاتي وأحضاني اليومية فكانت النتيجة صفراً بامتياز.. لأني اكتشفت أنني أمارس عادة الاحتضان أكثر من 20 مرة، وبالذات في سكون الليل.. مع “المخدَّة”. وبناءً عليه بكل أسف.. أنا “المرحوم” من زمان.. فاللهم لا اعتراض!
مشاركة :