عقد مجلس الأمن الدولي، فجر اليوم الخميس، مشاورات مغلقة حول وجود البعثة الدولية المؤقتة في الخليل، بعد رفض سلطات الاحتلال تجديد ولايتها، وذلك بناءً على طلب من الكويت وإندونيسيا. وقال مندوب غينيا الاستوائية لدى الأمم المتحدة، الذي يتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن خلال الشهر الحالي، إن أعضاء المجلس تبادلوا وجهات نظر مختلفة حول الأمر، معربًا عن قلق أعضاء المجلس إزاء احتمالات زيادة التوتر بسبب عدم تجديد الولاية. وأعلن سفيرا الكويت وإندونيسيا، أنهما سيطرحان بيانًا صحفيًّا على بقية أعضاء المجلس حول بعثة التواجد الدولي المؤقت. وفي الثالث من الشهر الجاري، جدّد متحدث باسم الخارجية الألمانية، انتقادات برلين لقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم التجديد لبعثة المراقبين الدولية في مدينة الخليل الفلسطينية، بينما كشفت وسائل إعلام في برلين السبب الحقيقي وراء قرار تل أبيب المفاجئ. ونقلت هيئة الإذاعة الألمانية، دويتشه فيله، عن المتحدث قوله، إن البعثة كانت مساهمة عالمية لاحتواء النزاعات، "لكن هذا الإطار يكسر الآن دون وجود بديل". وكان نتنياهو قد زعم في تبريره للقرار، بأن حكومته "لن تسمح بالاستخدام المستمر لقوة دولية تعمل ضدنا". غير أن مصادر عدة -في إسرائيل وخارجها- كشفت أن تل أبيب ضاقت ذرعًا من الإدانات المستمرة من جانب تقارير الهيئة للسياسات التعسفية لقوات الاحتلال تجاه الفلسطينيين. واستشهدت دويتشه فيله بما سبق أن نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، استنادًا إلى تقرير داخلي كتبته إدارة البعثة يتهم تل أبيب صراحة بمخالفات عديدة للقانون الدولي. كما أشار إلى أن الفلسطينيين لا يستطيعون التحرك بحرية في الجزء الذي تسيطر عليه إسرائيل من المدينة. ونوّهت دويتشه فيله كذلك إلى أن مجلس الكنائس العالمي سحب بدوره بعثة مراقبته من الخليل بسبب المخاوف الأمنية. وشدد المجلس على أنه قد "وصل إلى نقطة حرجة لا يمكن معها العمل على خلفية المضايقات المتواصلة من جانب المستوطنين اليهود والجنود الإسرائيليين للجميع". وكانت وزارة الخارجية الألمانية في طليعة المنددين بالقرار الإسرائيلي، وقالت -في بيان لها حصلت "عاجل" على نسخة منه-: "تأسف الحكومة الألمانية بشأن القرار الإسرائيلي بعدم التجديد لبعثة المراقبين الدولية TIPH في الخليل، بعد أن استمرت لمدة تزيد على 20 عامًا". وتابعت: "كانت بعثة المراقبين الدولية جزءًا من إطار دولي يهدف إلى التخفيف من وطأة النزاع في الشرق الأوسط ووضع حل له. وهو الإطار الذي كانت الأطراف قد اتفقت عليه مع بداية عملية أوسلو. ها هو ذا الإطار يتهدم". وحسب بيان الخارجية الألمانية: "أسهم وجود المراقبين في الخليل -وهي منطقة تتضح فيها على نحو خاص تبعات النزاع العنيفة- في الشفافية وفي التخفيف من التصعيد. وقد حاولت البعثة بوصفها بعثة مستقلة ومقبولة من الجانبين منع وقوع اشتباكات بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين قدر المستطاع. والآن يجب الاهتمام بعمل شيء حتى لا يؤدي غياب بعثة المراقبين إلى زيادة العنف في الخليل".
مشاركة :