لا شك بأن اللغة الإنجليزية اكتسبت الكثير من الأهمية في الآونة الأخيرة بفعل اهتمام العالم من حولنا بالتكنولوجيا والعولمة، والتي جعلت اتقان اللغة الإنجليزية أحد أهم المهارات الحياتية التي لا غنى عنها، وينطبق هذا على الأطفال بشكل كبير خاصة في مراحل التعليم الأساسية، حيث يُعد اتقان اللغة الإنجليزية كلغة ثانية هدف يسعى له الكثير من الآباء لأبنائهم لكي يتمكنوا من مواكبة التطور الذي يشهده العالم من حولنا كون اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية الأولى في أغلب دول العالم المتقدم، فتعلم لغة ثانية واتقانها في تلك المرحلة الأولى من حياتهم يسهم في ترسيخها وتعزيز قدرتهم على اكتساب المهارات اللغوية التابعة لها كالقراءة والكتابة والاستماع والتحدث. أهمية تعلم اللغة الانجليزية للأطفال منذ الصغر هناك عدد من المزايا والفوائد التابعة لتعلم الأطفال اللغة الإنجليزية منذ الصغر، ولعل هذا ما يُفسر اقبال الآباء على تعليم أبنائهم وزيادة مهاراتهم اللغوية في اللغة الإنجليزية كلغة ثانية؛ ومن أبرز تلك المزايا: • توسيع مدارك الطفل ورفع درجة استيعابه: فلقد أثبتت عدة دراسات أن ازدواجية اللغة في المراحل المتقدمة من عمر الطفل تزيد من قدراته على التفكير والفهم والإدراك وكذلك تعزيز النشاط العقلي والقدرة على الاستيعاب، وذلك بشكل يفوق الأطفال الذين يتعلمون لغة واحدة فقط دون غيرها خلال مرحلة التعليم الأساسي. • فتح آفاق إدراكية جديدة للطفل: حيث تسمح اللغة الثانية للطفل بالحصول على كم آخر من المعلومات الجديدة التي تثري عقله بالمعارف، فكونه يدرك كلا اللغتين العربية والإنجليزية معًا يجعله قادر على فهم واستيعاب مختلف المواد العلمية بطلاقة وكذلك فهم الأفلام التعليمية متعددة اللغات والكتب القصصية والتعليمية. • ترفع من قدرة العقل على التخزين: حيث تجعل ثنائية اللغة الطفل في حالة من النشاط العقلي مع تحفيز الذاكرة باستمرار لتخزين واسترجاع المعلومات حين الحاجة إليها. • إمكانية الالتحاق بأحد مدارس اللغات: حيث ينبغي أن يكون لدى الطفل استعداد مسبق لتعلم اللغات وفهمها، ومنها اللغة الإنجليزية والتي تعتبر أحد أبرز وأهم اللغات الأجنبية على مستوى العالم. دور الآباء في تعلم أبنائهم اللغة الإنجليزية: خلال رحلة تعلم الطفل للغة الإنجليزية كلغة ثانية يمر بعدة مراحل يقوم خلالها الآباء بدور مؤثر وهام، حيث يظلوا الداعم الأول لأبنائهم خلال مرحلة التعليم والتعلم، ومن أهم اسهاماتهم في تعلم أبنائهم للغة: • دعم الأبناء في فهم المعلومات الجديدة وتوصيلها بأبسط الطرق. • التركيز على التعلم باللعب والأنشطة الترفيهية بدلًا من الطريقة التقليدية في اكتساب المعلومات اللغوية. • التركيز على نقاط القوة لدى الطفل وتنميتها والتخلص من نقاط الضعف لكي يضمن الآباء تحلي أبنائهم بعدد من المهارات الهامة. • توفير كافة سبل الدعم لكي يستمع الطفل للغة الثانية مثلها مثل اللغة الأولى والتي ستسهم بشكل كبير في فهمها واستيعابها من قِبَل الطفل. دور التقنية في تعلم الأطفال للغة الإنجليزية: لقد ساهمت التقنيات الحديثة في تيسير سبل تعلم الطفل للغة الإنجليزية، حيث ظهر مؤخرًا اهتمام كبير بالتطبيقات التفاعلية الخاصة بهواتف الجوال والتي يمكن للطفل من خلالها اكتساب الكثير من المعارف والمهارات والمعلومات بشكل ترفيهي غير مباشر، وهو من أكثر الأساليب التعليمية تأثيرًا في درجة استيعاب الطفل للغات الأجنبية. كما يوجد عدد من الألعاب الالكترونية التعليمية التي تمرر للطفل مهارات اللغة واحدة تلو الأخرى بشكل سلس وتفاعلي، فمنها يمكنه اكتساب المعلومات الأساسية كالأبجدية والأرقام وأصوات الحروف وطريقة كتابتها، بالإضافة إلى بعض الكلمات البسيطة التي يمكن للطفل نطقها وكتابتها فيما بعد، كأسماء الأشياء المحيطة به والحيوانات والمهن وغيرهم. أفضل طرق تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال: هناك العديد من الطرق الفعالة التي يمكن من خلالها تعليم الأطفال لغة أجنبية وإكسابهم مهارات متعددة بشكل ترفيهي مميز ينبذ الملل والكلل عنهم ويحببهم في تلك اللغة الجديدة؛ ومن أهم تلك الطرق: التعلم بالصور: وذلك باستخدام بطاقات الصور ذات الألوان الزاهية والصور المميزة، لتمنح الطفل متعة التعلم وتجعله يشعر وكأنها لعبة ترفيهية محببة له. التطبيقات الالكترونية: حيث تعتبر من أحدث طرق التعلم التي تبهر الأطفال كثيرًا وتجذبهم للتفاعل معها، ولكن يجب أن يكون هناك إشراف أبوي على تعامل الطفل مع تلك التطبيقات الالكترونية. التعلم بالمجسمات: حيث يمكن في المراحل الأولى من تعلم اللغة الإنجليزية استخدام مجسمات بسيطة وملونة للحيوانات والأشياء والطيور ومحاكاتها باستخدام الاسم الإنجليزي الخاص بها، مما يُحدث تآزر بصري حركي لدى الطفل يثبت لديه المعلومات ويساعد على تخزينها في الذاكرة لحين الحاجة لاستردادها مرة أخرى. التعلم بالأناشيد : جميعنا نعلم تأثير سماع الطفل للأناشيد التعليمية باللغة الإنجليزية، حيث تعمل على إكسابه مهارتي الاستماع والتحدث، مما يجعله يستمع ويدرك المعنى ويتحدث أيضًا بطلاقة فيما بعد. التعلم بالمحاكاة: عن طريق مشاهدة فيديوهات باللغة الإنجليزية لمواقف وقصص يمكنه من خلالها الاستماع للطريقة المثلى لنطق الكلمات وكذلك مهارات التحدث مع الآخرين. يزداد اهتمام العالم باللغة الإنجليزية وأهمية اتقانها من قِبَل الكبار والصغار على حد سواء، وينعكس هذا في اهتمام الدول العربية وما بها من مؤسسات تعليمية بدمج المناهج الإنجليزية ضمن المناهج الدراسية المعتمدة منذ أول سنوات التعليم الأساسي للطفل، وذلك انعكاسًا لما تمثله اللغة الإنجليزية في شتى المجالات، حيث أصبحت اللغة الأولى عالميًا استخدامًا وانتشارًا.
مشاركة :