وجدت دراسة حديثة أن التنبؤ بوقوع كارثة وشيكة في مستويات بحار العالم غير صحيح ومبالغ فيه. ويقول الباحثون إن هناك فرصة بنسبة 5% فقط، لتأثير ذوبان الجليد في أنتاركتيكا على ارتفاع مستويات البحار العالمية بأكثر من 39 سم، بحلول عام 2100. وذكرت التقديرات السابقة أن ذوبان الجليد يمكن أن يساهم بارتفاع المستويات بمعدل 1.14 متر، أي أكثر من 7 أضعاف القيمة المعدلة بين 14 و15 سم. ووجدت دراسة جديدة أنه بحلول نهاية هذا القرن، سترتفع مستويات البحار العالمية بإجمالي يبلغ أقل من 120 سم، أي أقل (بشكل ملحوظ) من توقعات يوم القيامة لورقة بحثية نشرها علماء مقيمون في الولايات المتحدة، عام 2016، والتي قدرت أن ارتفاع مستويات البحار سيتجاوز مترين. ولكن دراسة منفصلة نشرها نفس العلماء، وجدت أن الأجيال القادمة ما تزال تواجه تداعيات كبيرة للاحترار العالمي والطقس البادر، بسبب "الفوضى المناخية"، حتى لو كانت التنبؤات الماضية غير دقيقة. وقال الدكتور، تامسين إدواردز، المحاضر في الجغرافيا الطبيعية في "Kings"، والمعد الرئيس للدراسة المنشورة في مجلة الطبيعة، إن "المنحدرات الثلجية غير المستقرة في أنتاركتيكا، اقتُرحت كسبب لاضطراب لا يمكن إيقافه في أجزاء كبيرة من الغطاء الجليدي في الماضي. ولذلك، كان من المتوقع أن يتسبب ذلك في ارتفاع منسوب مياه البحار بسرعة مع ارتفاع درجة حرارة الأرض في المستقبل القريب. ولكننا قمنا بإعادة تحليل البيانات ووجدنا أن الحال ليس كذلك". وبالتالي، يمكن القول إن المجموع الكلي لارتفاع مستوى سطح البحر قد يصل إلى إجمالي 120 سم، وهو أقل بكثير من التقدير السابق (لأكثر من مترين). وضم الفريق باحثين من كلية "Kings" في لندن، وجامعة فيكتوريا في ويلينغتون، بالإضافة إلى زملاء من جميع أنحاء الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وأوروبا. ودرس الباحثون فقدان الجليد، الذي يعود إلى 3 ملايين سنة، و12500 سنة، و25 سنة ماضية. وتبين أنه لم تكن هناك حاجة إلى انهيار المنحدرات الجليدية، من أجل إعادة إنتاج ارتفاعات مستوى البحر في الماضي. ويقول الدكتور إدواردز: "لقد أظهرنا أن عدم الاستقرار في الجرف الجليدي لا يبدو أنه آلية أساسية في إعادة إنتاج التغييرات السابقة في مستوى سطح البحر. وحتى لو قمنا بتضمين عدم استقرار جرف الجليد، فإن تقييمنا الأكثر دقة يبين أن الإسهام الأكثر احتمالا في ارتفاع مستوى سطح البحر، سيكون أقل من نصف متر بحلول عام 2100". ووجدت ورقة بحثية ثانية، بقيادة البروفيسور نِك غولدج، من جامعة فيكتوريا في ويلينغتون، التي شارك الدكتور إدواردز في إعدادها، أنه بالرغم من أن النماذج السابقة بالغت في تقدير تأثير فقدان الجليد في القطب الجنوبي، فقد قللت من أهمية تأثير ذوبان الصفائح الجليدية في غريندلاند وأنتاركتيكا ككل. وقالت الدراسة إنه من المرجح أن يكون الماء الناتج عن ذوبان الصفائح الجليدية في غريندلاند وأنتاركتيكا، ذا تأثير كبير على تيارات المحيط ودرجات الحرارة بحلول نهاية القرن. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الذوبان إلى أحداث مناخية قاسية وغير متوقعة، مثل موجات الحرارة الشديدة والبرد الشديد والفيضانات السريعة والأعاصير. وقال الدكتور غولدج: "في ظل السياسات الحكومية العالمية الحالية، فإننا نتجه نحو 3 أو 4 درجات زيادة في الاحترار العالمي فوق مستويات ما قبل الصناعة، ما يسبب ذوبان كمية كبيرة من جليد الصفائح الجليدية في غرينلاند وأنتاركتيكا، باتجاه محيطات الأرض". وجمع فريق البحث بين عمليات محاكاة تفصيلية لظهور التأثيرات المناخية، إلى جانب رصد الأقمار الصناعية للتغيرات الأخيرة في الصفائح الجليدية. وتشير النماذج إلى أن مستويات البحار قد ترتفع بصورة أسرع، بين عامي 2065 و2075. كما يؤثر ذوبان الجليد المتدفق من اليابسة إلى البحر، على درجات الحرارة وأنماط الدوران في محيطات العالم. وكان من المتوقع أن يؤدي تدفق الماء الذائب إلى إضعاف تيار الخلجان، ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الهواء في المنطقة القطبية الشمالية، وكذلك في كندا الشرقية وأمريكا الوسطى، وانخفاض الحرارة في شمال غرب أوروبا. وسيزداد معدل تقلب درجات الحرارة في كل من الغلاف الجوي والمحيطات، ما يؤدي إلى حدوث المزيد من الأحداث الجوية المتطرفة. المصدر: ديلي ميل
مشاركة :