روما: «الشرق الأوسط» قضى أكثر من 130 شخصا على الأقل أمس بعد غرق مركب كان يقل نحو 500 مهاجر غالبيتهم من القرن الأفريقي إلى جزيرة لامبيدوزا بجنوب إيطاليا. وقالت السلطات إن الزورق الذي أبحر من ليبيا على الأرجح كان يقل ما بين 450 إلى 500 مهاجر غالبيتهم من الصومال وإريتريا، وإنه جرى انتشال 151 شخصا أحياء. وأوضحت مصادر متطابقة أن المأساة وقعت بعدما أضرم ركاب الزورق النار في بطانيات أملا في رصدهم من قبل السفن التجارية، إلا أن الوقود أدى لاشتعال الزروق وغرقه. واعتقلت الشرطة تونسيا كان بين الناجين لأنه كان أحد المهربين، حسبما أفادت وكالة الأنباء الإيطالية. وبدوره، قال أنطونيو كانديلا المسؤول عن المساعدة الطبية في لامبيدوزا إن معظم المهاجرين من الصومال، مضيفا أن «أشخاصا كانوا على متن زوارق سياحية حاولوا مساعدة المهاجرين بعد أن سمعوا صراخهم». وأبلغت مراكب صيد في المنطقة بوقوع الحادث، وتوجه زورق تابع لخفر السواحل وآخر لشرطة الجمارك إلى الموقع لمساعدة المهاجرين. كما شاركت في العملية مروحيات ووسائل جوية أخرى. وتأثرت رئيسة بلدية لامبيدوزا بحادثة الغرق الجديدة، وقالت «على قنوات التلفزيون أن تأتي إلى هنا وتظهر الجثث وإلا فكان هذه المآسي لم تحصل». من جهته، كتب البابا فرنسيس صباح أمس تغريدة دعا فيها إلى الدعاء لضحايا الحادثة. وفي التغريدة التي جاءت في تسع لغات بعد ساعات على وقوع المأساة قال البابا «لنصل من أجل ضحايا حادثة الغرق المأساوية قبالة لامبيدوزا». وكان البابا زار في الثامن من يوليو (تموز) جزيرة لامبيدوزا الأقرب من السواحل الأفريقية للتنديد بـ«لامبالاة العالم» التي يعتبر المهاجرون غير الشرعيين أولى ضحاياها وهم يبحثون عن حياة جديدة في الدول الغنية. ووصف رئيس الوزراء انريكو ليتا ما حصل بـ«المأساة الكبرى». وبدوره، وجه نائب رئيس الوزراء الإيطالي أنجلينو الفانو نداء إلى الاتحاد الأوروبي لمساعدة بلاده بعد وقوع الحادثة التي وصفها بأنها «مأساة أوروبية وليست إيطالية فقط». وبسبب المأساة جرى تعليق النشاط السياسي الكثيف المقرر غداة أزمة حملت ليتا إلى طلب منح حكومته الثقة. وألغي المؤتمر الصحافي للوزراء الذين استقالوا بأمر من رئيس الحكومة السابق سيلفيو برلسكوني قبل أن يتراجع الأخير.
مشاركة :