الأمم المتحدة - قال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة منعت يوم الأربعاء صدور مشروع بيان لمجلس الأمن الدولي كان سيعبر عن الأسف لقرار إسرائيل طرد قوة مراقبة أجنبية من مدينة الخليل. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي إنه لن يجدد تفويض القوة المؤقتة في الخليل متهما المراقبين بأنشطة غير محددة معادية لإسرائيل. وقالت النرويج التي رأست بعثة المراقبة المتعددة الجنسيات على مدى 22 عاما "القرار الإسرائيلي أحادي الجانب يمكن أن يعني توقف تنفيذ جزء مهم من اتفاقات أوسلو." وناقش مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا قرار إسرائيل خلف أبواب مغلقة يوم الأربعاء بناء على طلب من الكويت وإندونيسيا التي ساهمت أيضا في صياغة البيان. ومثل هذا البيان ينبغي أن ينال الموافقة بتوافق الآراء. وخلال الاجتماع المغلق، تناولت واشنطن المسألة من وجهة نظر قانونية معتبرة أن من حق الجانبين، الاسرائيلي والفلسطيني، عدم تمديد مهمة البعثة المحددة بستة أشهر قابلة للتجديد. ضوء أخضر لإسرائيل لتشديد القبضة على الخليل ضوء أخضر لإسرائيل لتشديد القبضة على الخليل وقال دبلوماسيون أميركيون إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن بيانا من مجلس الأمن بشأن هذه القضية مناسب. في المقابل أكدت الكويت واندونيسيا، العضوان غير الدائمين في المجلس أنه "ليس من حق" اسرائيل إنهاء هذه المهمة، بحسب دبلوماسي. واعرب العديد من اعضاء المجلس عن "أسفهم" للقرار الاسرائيلي، وخصوصا الأوروبيين (بلجيكا وألمانيا وبريطانيا...) وكذلك روسيا والصين. وقال الرئيس الحالي للمجلس في شباط/فبراير سفير غينيا الاستوائية اناتوليو نونغ مبا لصحافيين إن "هناك شبه إجماع بشأن القلق" الذي يثيره القرار الاسرائيلي. وقال مصدر دبلوماسي أن الولايات المتحدة طلبت أن يكون "مجلس الأمن واضحا في رسالته هذه". وصرح دبلوماسي طلب عدم كشف هويته أن موقف المجلس "لا يذهب بعيدا" و"يدل على عجز مخيف لمجلس الأمن". موقف مجلس الأمن لا يذهب بعيدا ويدل على عجز مخيف وانتهى الاجتماع الطويل بقرار وحيد بناء على اقتراح بريطاني، هو الطلب من رئيس مجلس الأمن الاتصال بالطرفين لإبلاغهما "مضمون" الاجتماع و"تلقي" وجهة نظرهما. وطرحت بريطانيا مجددا فكرة إرسال وفد من المجلس الى الشرق الاوسط، الامر الذي أيدته اندونيسيا وجنوب افريقيا والمانيا. لكن بدون موافقة الولايات المتحدة من الصعب أن ينفذ مشروع من هذا النوع في المستقبل القريب. وكان مشروع البيان سيقر بأهمية البعثة المؤقتة "وجهودها الرامية إلى تعزيز الهدوء في منطقة شديدة الحساسية والوضع الهش على الأرض، الذي يخاطر بمزيد من التدهور". ولطالما اتهمت واشنطن الأمم المتحدة بالتحيز ضد إسرائيل وتحمي حليفتها من إجراءات مجلس الأمن. والخليل مدينة فلسطينية يسكنها 200 ألف شخص وبها نحو ألف مستوطن إسرائيلي يتمتعون بالحراسة بفضل وجود عسكري إسرائيلي كبير. وتشكلت البعثة المؤقتة بعد أن قتل مستوطن يهودي 29 فلسطينيا في الحرم الإبراهيمي بالخليل في عام 1994. كما شهدت المدينة أيضا هجمات طعن نفذها فلسطينيون ضد مستوطنين وجنود إسرائيليين. ووفقا لموقع البعثة على الإنترنت، فمنذ انسحاب إسرائيل الجزئي من الخليل في عام 1998 بموجب اتفاقات السلام المؤقتة مع السلطة الفلسطينية، تراقب البعثة "انتهاك الاتفاقات وخرق القانون الإنساني الدولي وقوانين حقوق الإنسان الدولية". وكانت البعثة الدولية تضم نحو ستين مراقبا من الدنمارك والنروج والسويد وايطاليا وسويسرا وتركيا.
مشاركة :