عجز الاتحاد المصري عن إدارة الأزمات يهدد تنظيم البطولة الأفريقية

  • 2/8/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - خرج اجتماع الأندية في مقر الاتحاد المصري لكرة القدم الأربعاء، ليكشف الخروقات الواضحة في إدارة الملفات الحرجة، والتي قد تؤدي إلى تلقي مصر عقوبات دولية من الاتحاد الأفريقي تؤثر على سمعتها الكروية، والمكاسب المعنوية التي تريدها من وراء تنظيم البطولة القارية الأهم. وتحول الاجتماع الذي كان من المفترض انعقاده لمناقشة استعدادات الملاعب لاستضافة البطولة الأفريقية إلى ساحة للعراك، وتبعت ذلك انسحابات لرؤساء وممثلي بعض الأندية. بدأت المشادات باعتراض ممثل النادي الأهلي خالد مرتجي على حضور رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور للاجتماع، بسبب قرار وقفه من قبل الاتحاد الأفريقي على حضور أي فعاليات تخص البطولات والاتحادات الأفريقية. مشاحنات ومشادات ونشبت مشاحنات بين الطرفين ثم مشادة أخرى وصلت، حسب مصادر حضرت الاجتماع، إلى درجة العراك بين نائب رئيس الاتحاد المصري أحمد شوبير ورئيس الزمالك. وأضحى الاتحاد المصري، المعروف بـ”الجبلاية”، يواجه سلسلة من المخاطر، بداية من فرض الاتحاد الأفريقي عقوبات مالية، وحتى التهديد بسحب استضافة الأمم الأفريقية بسبب مخالفته لقرار منع مرتضى منصور من الظهور أو حضور الاجتماعات. ودفع هذا الأمر أحمد مجاهد، عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم، والمتحدث الرسمي، إلى الإسراع في الدفاع عن الاتحاد، الخميس، مؤكدا أن الاتحاد لم يخالف قرار الكاف لأن رئيس الزمالك حضر جلسة محلية تخص الأندية المصرية.وقال مجاهد “لا يجب أن ندفن رؤوسنا في الرمال، ومن حق رئيس الزمالك حضور الاجتماع، فهناك أزمة والزمالك طرف فيها.. هذا اجتماع تنسيقي وليس مباراة أو جمعية عمومية رسمية للاتحاد المصري لكرة القدم، ولا توجد أي مشكلة في حضوره للجلسة”. من الصعوبة فصل ما حدث في الاجتماع عما ما تعيشه الكرة المصرية من فوضى تنظيمية تزيد من الضغوط وسط الاستعداد للبطولة الأفريقية، بشكل يضع المزيد من الأعباء حول تنظيم بطولة كبيرة حصلت عليها مصر بعد سحبها من الكاميرون. وتتصاعد حدة الانتقادات بشكل عام بسبب ملفين؛ الأول سوء تنظيم جدول الدوري وكثرة مؤجلات الأندية التي تلعب في بطولات خارجية، وهو ما رأته أندية، مثل الزمالك وبيراميدز، إخلالا بمبدأ تكافؤ الفرص بين كل الأندية، ويصب في مصلحة الأهلي وحده، باعتباره صاحب أكثر المباريات المؤجلة. وزادت حدة الاتهامات مع قرب مباراة الأهلي والزمالك المقررة في 30 مارس المقبل، إذ رفض الزمالك، وتضامنت معه أندية أخرى، لعب المباراة قبل إنهاء جميع مؤجلات الأهلي، الأمر الذي رفضه الأهلي وطالب الاتحاد في خطاب رسمي بعدم المساس بالجدول المحدد. ويضاف إلى ذلك عجز الاتحاد المصري بالاتفاق مع وزارة الداخلية على عودة الجماهير بشكل تدريجي قبل بطولة الأمم الأفريقية، والتي يراها البعض ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها حتى تصبح مصر جاهزة تماما أمام فتح مدرجات الملاعب بالكامل للجماهير والتأكد من جاهزية سبل وآليات الأمان فيها وعدم حدوث أي أحداث تعكّر سير البطولة. وقال وائل عباس، الناقد الرياضي المصري، إن اللقاء الأخير كشف أزمة الكرة المصرية وما تعيشه من خلافات تضر بالمصلحة العامة، ولا يسعى أحد إلى تخطيها لتحسين الصورة قبل استضافة البطولة الأهم في القارة الأفريقية. وأوضح في تصريحات لـ”العرب” أن “الاجتماع الأخير بالاتحاد كان من المفترض أن يكون وديا وتشاوريا، لكنه انقلب إلى ساحة حرب بين جميع الأطراف، والكل يبحث عن تحقيق مصالحه الشخصية، وهو ما يضر تماما بالبطولة المحلية مثل الدوري والكأس.” وأشار إلى أن المسؤولين في الأهلي والزمالك تجاهلوا اقتراب مصر من تنظيم بطولة الأمم الأفريقية، وتسببوا في إفشال الاجتماع سواء بانسحاب الأهلي أو بمشاجرة رئيس الزمالك مع شوبير.تكمن أزمة الأندية ومسؤولي الاتحاد في تعزيز الرغبة في الهيمنة على الكرة المصرية لتحقيق منافع خاصة، ويبدو أن الجميع يريد تصفية الحسابات، وهو ما بدا واضحا من خلال مشاجرة شوبير ومنصور، ومعروف أن تاريخا من التلاسن سبق تسجيله بينهما. وخرج الاجتماع، وكأن الأهلي أراد إفساد محاولة المساس بجدول الدوري وتغييره، بالانسحاب المبكر من الاجتماع بتعلة المخالفة القانونية لحضور مرتضى منصور، وكذلك رئيس الزمالك الذي أصر على الحضور بنفسه لتأكيد أنه أقوى من أي محاولة لعرقلته عن أداء مهامه كمسؤول عن نادي الزمالك. ورغب الاتحاد المصري في التأكيد على فرض هيمنته على الجميع، ما نتج عنه خروج اجتماع بصورة غير مجدية وغير لائقة، وهي صورة قد تترتب عليها تداعيات قاتمة. وتزيد متاعب الاتحاد مع السخرية التي طالت تصريحات عامر حسين، رئيس لجنة المسابقات باتحاد الكرة المصري، والذي أكد أن بعض مباريات الدوري والكأس سوف تلعب بالتوازي مع مباريات الأمم الأفريقية. ويصب البعض غضبه على الاتحاد الذي زاد من حدة الصراع بين الأندية، بسبب فشله في تنظيم بطولة محلية مقننة ومنضبطة تقطع الطريق أمام محاولات عرقلتها، وما لم يتم الانتهاء من حل هذه المشكلات سوف تواجه الكرة المصرية عواقب وخيمة.

مشاركة :