فرّقت الشرطة السودانية، أمس، مئات المتظاهرين بمنطقة السوق العربي في قلب العاصمة الخرطوم بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، في حين استخدم الرئيس السوداني عمر حسن البشير، الذي يواجه احتجاجات شبه يومية ضد حكومته، نبرة تصالحية جديدة مع المتظاهرين، قائلاً إن معظمهم شبان يحوم شبح الفقر فوق رؤوسهم، وتعهد بالإفراج عن الصحافيين المعتقلين، وأقر بأنّ قانون النظام العام المثير للجدل والوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد أثارا الغضب في صفوف الشباب، الذين خرجوا في تظاهرات تُطالبه بالتنحّي عن السلطة. وتجمع المتظاهرون، أمس، في مناطق متفرقة بمنطقة السوق العربي بالقرب من القصر الرئاسي، وهم يهتفون بهتافات تندد بالأوضاع الاقتصادية في البلاد، وتطالب بإسقاط النظام. وكان تجمع المهنيين السودانيين المعارض، دعا إلى موكب بمنطقة السوق العربي تحت عنوان «موكب ضحايا المعتقلات والتعذيب». وقال شهود عيان إن المتظاهرين بمنطقة السوق العربي فوجئوا بإطلاق الغاز المسيل للدموع من أعلى أسطح المباني المحيطة بالسوق، كما عملت القوات النظامية على اعتقال العشرات من المتظاهرين، وتفريق التظاهرات بعد دقائق فقط من بدئها. في الأثناء، استخدم الرئيس عمر البشير نبرة تصالحية جديدة مع المتظاهرين، قائلاً إن معظمهم شبان يحوم شبح الفقر فوق رؤوسهم، وتعهد بالإفراج عن الصحافيين المعتقلين. وقال البشير لصحافيين تمت دعوتهم في ساعة متأخّرة، أول من أمس، للقصر الرئاسي لمناقشة الأحداث الأخيرة «معظم المحتجين من الشباب، وهناك دوافع دفعتهم للخروج إلى الشارع، من ضمنها التضخم الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار، وفرص التشغيل والوظائف المحدودة لا تتوازن مع عدد الخريجين». وتمثل التصريحات تناقضاً حاداً مع مطالبة البشير «الفئران بالعودة إلى جحورها». وأقرّ الرئيس السوداني بأنّ قانون النظام العام المثير للجدل والوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد قد أثارا الغضب في صفوف الشباب، الذين خرجوا في تظاهرات تُطالبه بالتنحّي عن السلطة. وقال البشير للصحافيّين، إنّ «الذين خرجوا إلى الشوارع شباب، ومعظمهم فتيات». وأضاف أن قانون النظام العام هو «واحد من أسباب تفجّر غضب الشباب». وأشار إلى أنّ الأوضاع الاقتصاديّة عموماً، بما في ذلك التضخّم المرتفع، تُشكّل أيضاً سبباً في اندلاع الاحتجاجات. وقال إنّ الشباب «طموحاتهم أعلى من الواقع، إضافة لقلّة الوظائف في القطاعين العام والخاص». من جهة ثانية، تعهد الرئيس السوداني بإطلاق سراح كل الصحافيين المعتقلين لدى جهاز الأمن، وحل كل القضايا المتعلقة بالصحافة والإعلام. وتمّ اعتقال 18 صحافيّاً سودانيّاً منذ بدء الاحتجاجات في ديسمبر. وحمّل البشير مجدّداً الولايات المتحدة مسؤولية المشكلات الاقتصاديّة التي تُعانيها بلاده. الرئيس السوداني: قانون النظام العام والوضع الاقتصادي وراء الاحتجاجات.طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :