زار صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس جامعة الإمارات العربية المتحدة في مدينة العين.واطّلع سموّه، من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، على استراتيجية الجامعة وأهدافها ورؤيتها المستقبلية، وبرامجها وكلياتها ومرافقها العلمية والبحثية، والإمكانات المستخدمة في مناهجها الدراسية، وكفاءة هيئتها التدريسية، إلى جانب تعاونها مع مؤسسات وطنية وعالمية ومراكز بحثية.رافق سموّه خلال الزيارة، سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة. وكان في استقبال صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، لدى وصوله إلى الجامعة الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، وسعيد غباش، الرئيس الأعلى للجامعة، والدكتور محمد البيلي، مدير الجامعة وعدد من الأكاديميين.وشملت جولة سموّه، مرافق الحرم الجامعي وأقسامه التي تضم الكليات ومختبرات الابتكار والبحث العلمي، ومختبر الروبوتات، إلى جانب عدد من القاعات الدراسية. وتفقد سموّه، الخدمات التي تقدمها الجامعة للطلبة وأعضاء هيئة التدريس، الذين يسهمون في إنتاج البحث العلمي والريادة والابتكار.وبدأت جولة سموّه، في مكتبة الجامعة، حيث تسلم من الطلبة «وثيقة التسامح»، معاهدين القيادة على الالتزام بمبادئ المؤسسين وقيمهم في التسامح، والسير على نهجهم. فيما سلّم الوثيقة الطالب علي الظاهري من أصحاب الهمم والطالبة مريم حمود. وأطلق صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، خلال جولته، «منصة جامعة الإمارات البحثية» التي تعنى بتعزيز البحث العلمي، وتعدّ ملتقى للباحثين من طلبة وأكاديميين وإعلاميين محلياً وإقليمياً ودولياً، لتكون حلقة الوصل فيما بينهم، وتجمع بين الحقل العلمي والصناعي دعماً للتنمية المستدامة وتطوير المعرفة. وستعمل الجامعة بإدارة الموقع بالتنسيق مع الجهات الأخرى المعنية في الدولة، لتحقيق الدعم المعرفي والبحثي للمنصة التي تعد نقطة التقاء وتواصل للباحثين والخبراء من كل أنحاء العالم، يستطيعون عبرها التواصل وتعزيز فرص التعاون البحثي. كما اطّلع سموّه، على المختبرات المشتركة للهندسة والعلوم، والاستديو الإعلامي لطلبة قسم الاتصال الجماهيري، الوحيد من نوعه في مدينة العين، المجهّز بالكامل ليحاكي الاستديوهات الإعلامية في المؤسسات المختصة. فيما استعرض طلبة كلية تقنية المعلومات، روبوتات وطابعات ثلاثية الأبعاد، وبرامج وتطبيقات متعددة.وتفقد سموّه، مركز أبحاث علوم الفضاء، واطّلع على مشروع تخرج هو مركبة مخصصة للسير في كوكب المريخ، حيث انطلقت فكرة المشروع من مشروع الإمارات إلى مسبار الأمل، إذ صممت المركبة، بحيث تحاكي الطبيعة الجغرافية والجيولوجية للكوكب الأحمر، ومزودة بخلايا شمسية للتزود بالطاقة.واختتم صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، جولته في «متنزّه الجامعة للعلوم والابتكار»، اطّلع خلالها على مشاريع الطلبة وريادة الأعمال وبراءات الاختراع فيها.واستعرضت الكليات المختلفة، أبرز ابتكاراتها العلمية وبراءات الاختراع، فضلاً عن جهود المراكز البحثية مثل «أبحاث السعادة»، و«خليفة للتقانات الحيوية والهندسة الوراثية»، و«زايد بن سلطان للعلوم الصحية»، و«وحدة دراسات وبحوث تنمية النخيل والتمور»، و«الوطني للمياه»، و«بحوث الطرق والمواصلات وسلامة المرور»، و«جامعة الإمارات للسياسة العامة والقيادة»، و«الإمارات لبحوث الطاقة والبيئة». فيما يعدّ مركز الابتكار في المتنزّه - الذي افتتح بدعم جمعية «البيت متوحد» وشركة جوجل - منشأة تعليمية حديثة تمكّن الطلبة من المشاركة في تعلم مسارات التكنولوجيا المتقدمة، ما يعزز معارف الأجيال وإمكاناتهم، والعقول الموهوبة ومهاراتهم الإبداعية، وقدراتهم الابتكارية في المجالات التكنولوجية، وحل المشكلات والتفكير المتقدم. ويعمل المتنزّه بوصفه جزءاً من الخطة الاستراتيجية لجامعة الإمارات، ليصبح مركزاً عالمياً للبحث والابتكار وريادة الأعمال، وتعزيز التحول نحو اقتصاد المعرفة عبر تدريب الأجيال من المبتكرين وأصحاب المشاريع وصناع التغيير ودعمهم. والتقى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، عدداً من الطلبة من مختلف التخصصات الذين أعربوا عن بالغ سعادتهم بزيارة سموّه. واستمع منهم إلى شرح عن تخصصاتهم وأنشطتهم العلمية وطموحاتهم المستقبلية. وأعرب سموّه، عن سعادته بزيارة جامعة الإمارات، إحدى أعرق الصروح العلمية والثقافية في الدولة، التي أنشأها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، لتكون منارة للفكر الإنساني، ومركزاً رائداً للتنمية الوطنية، ونشر الثقافة وتعميق جذورها. مبدياً بالغ سعادته برؤية هذه النخبة من شبابنا المتميزين والطموحين. وأشار سموّه، إلى أن جامعة الإمارات، خرّجت على مدى أكثر من أربعة عقود، كفاءات من القيادات الوطنية التي أراد لهم الشيخ زايد، أن يكونوا نواة لمسيرة البناء والنماء. وأن لديها رصيداً غنياً على الصعيد التعليمي والبحثي والكادر المتخصص. ووجه سموّه، أبناءه الطلبة، بالمثابرة ومواصلة الجد والاجتهاد في التحصيل المعرفي والعلمي، لأنه حجر الأساس في بناء دولتنا ومسيرة تقدمها وتطورها الحضاري والإنساني. وقال سموّه مخاطباً أبناءه الطلبة: «إن الاستثمار في تعليم أبناء الوطن هو أغلى استثمار، وأنتم أملنا ومستقبل هذا الوطن. ونحن نراهن على شباب وطننا الطموح في تحقيق تطلعاتنا نحو المستقبل. ونثق بكم في تحمل المسؤولية وحمل أمانة الآباء المؤسسين». وأكد سموّه، أن دولة الإمارات، بقيادة صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، حريصة على تميز مؤسساتنا التعليمية الوطنية، بتوفير أحدث وسائل التعليم والبحث العلمي، لرفد مسيرة الوطن بأفضل مخرجات التعليم المواكب للتطور الحضاري العالمي.وتمنى سموّه لطلبة الجامعة وخريجيها، مزيداً من التفوق والتميز في تحصيلهم العلمي وخدمة بلدهم ومجتمعهم.وأعرب أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، وطلبة الجامعة، عن سعادتهم بزيارة سموّه، مثمّنين الدعم الذي تحظى به الجامعة وقطاع التعليم العالي من قيادة الدولة الحكيمة. مشيدين باهتمام سموّه ودعمه للتعليم الذي يعدّ ركيزة البناء والتنمية والتطور في أي بلد والعبور إلى المستقبل. (وام)
مشاركة :