أميمة الخميس: مهمة الرواية رصد المنسي في التاريخ

  • 2/8/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة:«الخليج» عندما أصدرت الروائية السعودية «أميمة الخميس» روايتها «البحريات» حققت نجاحاً كبيراً، لم تكن تتوقعه، لكن روايتها «مسرى الغرانيق في مدن العقيق» وضعتها على الطريق الصحيح، الطريق الذي انتهى بفوزها بجائزة نجيب محفوظ، التي تمنحها الجامعة الأمريكية سنوياً في ذكرى ميلاد الكاتب الكبير، الذي تصفه «الخميس» قائلة: «تعلمت منه أبجديات السرد، خصوصا أنه حمل هموم الرواية العربية نحو العالمية، وهذه الجائزة أهم وأغلى الجوائز، لأنها تحمل اسم الروائي العالمي نجيب محفوظ. تتناول الرواية الفائزة أحداثاً دارت في القرن الرابع الهجري، وهي مرحلة نضجت فيها التجربة الفكرية الإسلامية، دار الحكمة أنتجت كماً هائلاً من الكتب، وكان هناك حراك فكري كبير، كما كان هناك العديد من التيارات الأدبية، حيث ظهر تيار المعتزلة وإخوان الصفا، ونضوج المذاهب الأربعة، وكل هذا أسهم في تكوين حضارة تنحو إلى العقل، لكن التجربة أجهضت لاحقا، أخذتها أوروبا، وصنعت منها حضارة العصر الحديث. * هل كان غرضك الرئيسي هو التوثيق لتلك الحقبة عن طريق الرواية؟ - الرواية ليست مهمتها التوثيق، لكن مهمتها رصد الحالة الاجتماعية، والحديث عن المهمشين، وتناول المسكوت عنه، فالتاريخ الرسمي يكتبه المنتصرون، بينما الرواية ترصد الغائب والمنسي في التاريخ، وهذا ما كنت أقصده بأن المسكوت عنه في أدبنا العربي ثري على المستوى الإبداعي، لكنه مهمل، وقد حاولت أن أسلط عليه الضوء، ربما أجد ما يعيد مغامراته مع الأسئلة. * كيف تعاملت مع اللغة في رواية تدور أحداثها في القرن الرابع الهجري؟ - لجأت إلى اللغة الكلاسيكية، حاولت أن أضع فيها بعض الجزالة، التي تتماشى مع هذا العصر، قد يكون الثراء اللغوي الهائل الذي تكتنفه اللغة العربية، بحاجة إلى إظهاره، وجعله مستساغاً لدى الذائقة العربية، فأنا من عشاق اللغة، وكنت أرى الكلمات، كأنها كرات ملونة، تسبح في الفضاء، وأقطف منها ما أشاء، فمغامراتي مع اللغة تعني الكثير ولا تنتهي أبدا. * ما الدور الذي لعبه الوالد في تشكيل ذائقتك؟ - والدي عبد الله بن خميس مؤسس جريدة «الجزيرة» في أوائل الستينيات، وكانت والدتي أول سيدة تكتب فيها، وهما من صاغا أبجدياتي وشكلا حياتي، وجعلاني أعي قيمة الكلمة وأهميتها، كرسالة لا بد أن نمضي بها إلى آخر الطريق. * ماذا عن أعمالك الأدبية الأخرى؟ - رواية «البحريات» كانت تجربتي الأولى في الكتابة، كتبتها بكثير من الخوف والقلق، وكانت تدور حول تجربة سيدات شاميات حضرن إلى الجزيرة العربية كزوجات، أما الرواية الثانية فكانت «الوارفة» وتتحدث عن طبيبة سعودية، خرجت من مجتمع نسوي، وتعمل في مجتمع ذكوري، ويصادفها الكثير من التحديات. * بعض النقاد اعتبر الرواية تصويراً لقضايا ثقافية ورحلة فكرية؟ - لأنها تعرضت للكثير من القضايا الفكرية، التي كانت دائرة في هذا العصر وعلى رأسها عملية الصراع ما بين النقل والعقل في تلك المرحلة، فالتجربة الفكرية العقلانية التي أنتجت عددا من الفلاسفة المعروفين مثل ابن الهيثم والكندي وابن رشد، سرعان ما أثيرت لحساب ثقافة النقل التي تقيد العقل، وتحبسه في ظلمات ما بعدها ظلمات. * هل يجب أن يدفع الإنسان ثمن المعرفة على نحو ما حدث مع بطل روايتك الفائزة بجائزة نجيب محفوظ؟ - في الأسطورة اليونانية «برومثيوس» عندما سرق سر النار، ومنحها للبشر، دفع ثمناً غالياً، لذلك دائما المعرفة عندما يقتنصها الإنسان، لا بد أن يدفع أثماناً غالية لها، فهو يتحدى المتعارف عليه، ويذهب بمغامرته إلى المجهول، ومن خلال هذه المغامرة يدفع أثماناً غالية، من المنتمين إلى القديم في المجتمع، أولئك الذين يرفضون التغيير، لأن في ذلك خلخلة للامتيازات التي حازوها، وهذا سبب التساؤلات الكثيرة التي دارت في الرواية.

مشاركة :