وفي نفس الهلال شيء من حتى

  • 2/8/2019
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

.هل يرغب عاشق كرة القدم السعودي بغض النظر عن انتمائه في رؤية كرة حقيقية.. كرة ممتعة.. كرة عادلة تنصف الجميع.. أم كرة بميول ومواصفات عاطفية.. ..في الحالة الأولى فالعشق والاحترام والتقدير والحق للهلال.. تأرجح.. وتجاوز أحياناً.. وتعادل ضمن دراما ترش الاستغراب.. بل وخسر مرة.. ولكن الترتيب ينصفه.. والنقاط تتمنطقه والاكتساح يغرقه والتألق والاحتفالية تتهادى على ملاعبه أينما حل وارتحل.. في الحالة الثانية فتجبره على الخسارة.. لا بد أن يخسر ليأتي الآخرون.. ليلتحق الآخرون.. يلهثون ويتصببون عرقاً ويقاتلون بالليل والنهار ولا يصلون.. فما ذنب الهلال إذا تعادل فتعادل الآخرون.. وما ذنب الزعيم إذا انتصر كالعادة ولكن لم يستطع الآخرون.. في مرة تقول الأرقام إن الأهلي انتفض واقترب وسيقلب الطاولة على الزعامة وبعدها ينتكس.. وفي مرة يقارب النصر رقم الصدارة المذهب.. وهو دوماً قريب.. بل هو الأقرب من الجميع.. حتى يفرك المشجعون أيديهم ويقولون ها هي استوت.. ها هي اقتربت.. ها هي اشتعلت وفجأة تنطفئ هذه المؤججات بخسارة - رقمياً وتوقعاً - غير منتظرة.. فما ذنب الهلال.. الأرقام تعشقه على ملعبه وتعشقه خارج ملعبه ويساعدونه خصومه.. فهل يكمل الاكتساح أم يقف مكتوف الأيدي لا يتحرك في انتظار أن يأتي الآخرون.. هناك مقولة للنجم الاسكتلندي ومدرب ليفربول الإنجليزي سابقاً يؤكد من خلالها «أن تكون الأول فهذا يعني أن تكون الأول.. وأن تكون الثاني فهذا يعني أنك لا شيء». قد يتفق كثيرون مع عمق هذا الرأي وقد يختلف كثيرون أيضاً..خصوصاً إذا كان الأول يجتهد دائماً.. يتطور باستمرار.. ويبذل الجهود الجبارة لتعزيز صفوفه بالأقوى والأفضل والأغلى أيضاً بأبعاد أخرى.. والهلال دوماً يزخر بالنجوم المحليين والأجانب.. يطفح بالمبدعين خصوصاً الذين يقدمون إضافة ذات أهمية ومفيدة للفريق.. ولأنه مصر إصراراً وملح إلحاحاً على عدم التفريط في الزعامة وبالاكتساح.. وهو في حالات نادرة يمتلك الوصافة ولا يفرح بها.. فلأنه متأكد أنها لا ترضي جماهيره.. .. والذين يعرفون الهلال جيداً.. يعرفون أنه يهيئ لتتويج أكبر من الدوري فهناك واجهتان كنافذتين مفتوحتين أمامه.. كأس بطولة زايد للأندية البطلة العرب خصوصاً أنها هذه المرة غير كل المرات ارتدت حلة قشيبة تنظيماً وهبة وقوة خصوم متربصين وحتى على المستوى المادي.. وهناك كأس بطولة الأندية أبطال آسيا التي لامسها مرتين في نسختها الجديدة ووصل النهائيين وكشف الظلم والحظ عن استعصاءاته.. وطبعاً هناك بوابة أغلى الكؤوس على الإطلاق.. كأس خادم الحرمين الشريفين.. .. والهلال الآن وسط العاصفة.. بين لقب وبطولة.. بين بوابة وأخرى أشد استعصاء.. بين بطولة زايد لأبطال العرب أكثر أنديتها يقدمون كرة إفريقية تتميز بالقوة والقتالية والصلابة والمهارة الفردية وفي بطولة القارة الصفراء تواجه الكرة السريعة المنظمة والمتطورة.. وهنا تكمن صعوبة الاصطدام التقني والتكتيكي وعقليات اللعب المتعددة.. وقد سبق ورددنا في العام الماضي أن كتيبة الهلال مكتملة ومن النادر أن يتم كل هذا التوافق.. لكن ماذا يمكن أن نردد هذا العام.. لقد أصبح الهلال حالياً يكاد يكون لا مثيل له سابقاً في مثل هذا التوافق في التشكيل والشاكلة.. حتى لو غير مدربه البرتغالي جيسوس وسط الموسم.. وسط اشتعال كل المعارك.. حتى.. وقد رحل سيبويه وفي نفسه شيء من حتى.

مشاركة :