ثمّن عدد من علماء الأزهر الشريف إصدار وثيقة «الأخوة الإنسانية» التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، في أبوظبي، في ختام فعاليات اللقاء العالمي للأخوة الإنسانية التي احتضنته دولة الإمارات العربية المتحدة، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وأكدوا أن وثيقة «الأخوة الإنسانية» تمثل طوق النجاة للعالم أجمع، وميثاقاً عالمياً للتسامح والتعايش والسلام، ولوقف ما يشهده العالم من حروب وصراعات وانحدار ثقافي وأخلاقي، والسعي في نشر قيم السلام والعدل والأخوة الإنسانية والعيش المشترك. ودعوة صريحة للمصالحة والتآخي بين جميع المؤمنين بالأديان وغيرهم، بالإضافة إلى أنها تقطع الطريق أمام الجماعات المتطرفة والإرهابية وتوضح جهلهم وكذبهم وأنهم يقتلون بأهوائهم، وليس باسم أي دين. الإمارات أخذت على عاتقها زمام المبادرة. بداية ثمن فضيلة الشيخ صالح عباس، وكيل الأزهر الشريف، إصدار وثيقة «الأخوة الإنسانية»، والدور الكبير الذي قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة في تنظيم مؤتمر «الأخوة الإنسانية»، وبحضور أكبر قمتين دينيتين في العالم يمثلان الإسلام والمسيحية على أرض التسامح، مشيراً إلى أن الإمارات أخذت على عاتقها زمام المبادرة في التعاون مع المؤسسات الدينية الكبرى لتحقيق الأخوة بين أتباع الأديان، وتمكنت من بناء نموذج عالمي للتعايش بين الأديان على أرضها منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، مؤكداً أن استضافة أبوظبي لمؤتمر «الأخوة الإنسانية» مع إعلانها عام 2019 عاماً للتسامح، يعكس منهجها وسياستها المنفتحة على مختلف الأديان والحضارات. وأوضح وكيل الأزهر أن وثيقة «الأخوة الإنسانية» صنعت خصيصاً للمساهمة في تحقيق السلام العالمي والعيش المشترك، وأصلت للعلاقة الإنسانية بفهم تجديدي، قائم على المحبة والترابط والتعاون بين البشر بغض النظر عن دين الإنسان وعرقه وجنسه ولونه، وهو ما وضحته الأديان ودعت إليه من أجل عالم يعيش في سلام وأمان، كما تعد الوثيقة بوصلة للأجيال القادمة، توضح الطريق المنشود، وطاقة النور التي تظهر في الأوقات المظلمة، للمساهمة في عالم يسوده الأمن والسلام. وشدد على أن هذه الوثيقة تدعو لالتقاء الشرق مع الغرب، بما يسهم في تكامل الحضارات والثقافات، لضمان حياة كريمة لجميع البشر، كما تعد دعوة صريحة للمصالحة والتآخي بين جميع المؤمنين بالأديان وغيرهم، بالإضافة إلى أنها تقطع الطريق أمام الجماعات المتطرفة والإرهابية وتوضح جهلهم وكذبهم وأنهم يقتلون بأهوائهم، وليس باسم أي دين، فالأديان كلها بريئة من سفك الدماء. وقف ما يشهده العالم من حروب ومن جانبه، أكد فضيلة الشيخ علي خليل، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، أن وثيقة «الأخوة الإنسانية» تمثل طوق النجاة للعالم أجمع، وميثاقاً عالمياً للتسامح والتعايش والسلام، ولوقف ما يشهده العالم من حروب وصراعات وانحدار ثقافي وأخلاقي، والسعي في نشر قيم السلام والعدل والأخوة الإنسانية والعيش المشترك، مشيراً إلى أن وثيقة الأخوة الإنسانية تحظى بأهمية كبرى كوثيقة تاريخية للتعايش بين المسلمين والمسيحيين، وبين البشر جميعاً. وأكد أن العالم بات ينظر للأزهر باعتباره مرجعية للسلام العالمي، وقبلة لكل مريدي الخطاب المعتدل ومعرفة الصورة الصحيحة للإسلام، لافتاً إلى أن كلمة الإمام الأكبر في مؤتمر الأخوة الإنسانية جاءت لتؤكد ما يدعو إليه دائماً في خطاباته من تبرئة الأديان من الإرهاب وآثامه، ومحاربة الأفكار المتطرفة. وأشار إلى أن قطاع المعاهد الأزهرية في مصر سوف يخصص الحصة الأولى من الفصل الدراسي الثاني بجميع المعاهد على مستوى جمهورية مصر العربية، لتعريف الطلاب بمضمون وثيقة «الأخوة الإنسانية». وأكد الدكتور شعبان محمد إسماعيل أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر، أن مؤتمر «الأخوة الإنسانية» حدث تاريخي لا يصنعه إلا رجال مؤمنون بالعدل والرحمة والتسامح كلغة نفتقدها في مجتمعاتنا المعاصرة، مشيراً إلى أن «وثيقة الأخوة الإنسانية» تعد الأهم في العلاقة بين الإسلام والمسيحية.
مشاركة :