أشجار القرم.. أغنى موائل البيئة البحرية

  • 2/8/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يتميز النظام البيئي لغابات القرم، الذي تحتضنه إمارة أبوظبي، ويعتبر من أغنى الموائل في البيئة البحرية، بأهمية اقتصادية وبيولوجية كبيرة، حيث إن أشجار القرم تشكل حاجزاً طبيعياً لحماية السواحل من التعرية والتآكل بفعل الأمواج والتيارات البحرية، وتعتبر بيئة مناسبة لتعشيش الكثير من الطيور المهاجرة، وموئلاً بحرياً غنياً للكائنات البحرية، فضلاً عن الدور المهم الذي تلعبه في الحد من تأثير التغيرات المناخية من خلال عزل وتخزين الكربون. القرم البحري أكدت هيئة البيئة - أبوظبي، أن متنزه القرم البحري الوطني، يعتبر أحد أهم المواقع المهمة ضمن شبكة زايد للمحميات الطبيعية التي تديرها الهيئة، وتضم 19 محمية طبيعية (6 محميات بحرية و13 محمية برية)، ويتميز المتنزه، الذي يقع على طول الطريق الدائري الشرقي بقلب مدينة أبوظبي، بانتشار أشجار القرم التي تمثل محطة تقصدها العديد من الطيور المهاجرة، وموقعاً فريداً لمحبي الطبيعة والنزهات، وتعتبر غابات القرم من الغابات الساحلية الفريدة والأكثر إنتاجية في مختلف أنحاء العالم، وتعتبر أشجار القرم جزءاً مهماً من النظام الطبيعي لإمارة أبوظبي، وتمتد على مساحات تبلغ حوالي 150 كم² من أشجار القرم الطبيعية والمزروعة، التي توفر موائل طبيعية ثرية، ومصادر تغذية وتكاثر آمنة للعديد من أنواع الأسماك والكائنات والطيور البحرية. رئة المدينة وأكدت الهيئة أن غابة القرم بالمتنزه الوطني، التي غالباً ما توصف «برئة المدينة»، تلعب دوراً مهماً في تنقية الهواء من الملوثات والغبار، وتعتبر مصدراً للأكسجين، لاسيما أنها من المصادر التي تمتص الغازات الدفيئة، حيث تقوم بتخزين واحتجاز الكربون بمعدلات أسرع من الغابات الاستوائية، مما يساعد في التخفيف من آثار تغير المناخ، وتشير التقديرات إلى أن كل كيلومتر مربع من أشجار القرم في أبوظبي يقدم خدمات إيكولوجية غير مباشرة من حيث حماية السواحل من الأعاصير البحرية وحضانة الأنواع البحرية المهمة في السلسلة الغذائية للنظام البيئي البحري، وكذلك القيمة الجمالية لها، والتي تستغل في أنشطة السياحة المستدامة، كما تتميز هذه الأشجار بقدرتها على التكيف مع الظروف الطبيعية الصعبة، مثل شدة الحرارة وارتفاع مستويات ملوحة البحر في الإمارات، كما تسهم أيضاً في تحسين جودة الحياة البحرية من خلال تنقية المياه من الملوثات، وتحقيق التوازن الكيميائي في الطمي الموجود في قاع البحر. الفلامنجو والعقاب تتفرد غابات القرم في متنزه القرم البحري الوطني، باحتوائها على أنواع عدة من الطيور، حيث تشكل موئلاً غنياً لحوالي 60 نوعاً من الطيور، منها بلشون الصخور، البلشون الليلي، هازجة القصب الصياحة، الفلامنجو الكبير، البلشون الأبيض الصغير، البلشون الرمادي، طيطوي الرمل، والعقاب الأرقط، إضافة إلى احتضان أكثر من 30 نوعاً من الأسماك والقشريات والمحاريات، وغيرها من الكائنات الأخرى، وتبذل الهيئة جهوداً حثيثة لحماية وتنمية ودعم برامج زراعة غابات وأشجار القرم لحماية هذا الكنز الطبيعي، والذي يضم 4 ملايين شجرة تقريباً، حيث تتولى الهيئة مهمة إعادة تأهيل وصون وحماية غابات القرم في سبع مواقع رئيسة في الإمارة، منها متنزه القرم البحري الوطني، وجزيرة السعديات، وجزيرة الجبيل، ومحمية مروح البحرية للمحيط الحيوي، ومحمية بو السياييف، ورأس غراب، ورأس غناضة. جهود الحماية ومن الجهود التي تبذلها الهيئة للمحافظة على بيئة القرم، وحمايتها من الآثار السلبية التي قد تخلفها الأنشطة البشرية على النظم البيئية للقرم، التحسين المستمر في إجراءات الترخيص البيئي، من خلال إعداد وتطوير الإجراءات القياسية لعميات الترخيص البيئي والأدلة الإرشادية الخاصة بتقييم الآثار البيئية للمشاريع، وتصميم وتطبيق أنظمة إلكترونية مختلفة، فضلاً عن تطوير النظم التشريعية المناسبة، وتطوير المعايير البيئية، وتحديث السياسات، وتطوير أنظمة المراقبة والتحليل البيئي، والتنسيق المستمر مع القطاعات المختلفة بالإمارة. وتلتزم مشاريع البنية التحية والتطويرية التي يتم تنفيذها في منطقة غابات القرم الشرقي بالاعتبارات البيئية التي تم اتخاذها للتقليل من الآثار البيئية المحتملة على بيئة هذا النظام الحيوي المهم، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها الهيئة للحد من الأضرار البيئية التي قد يسببها التطور الهائل الذي تشهده الإمارة، وسعيها المستمر لحث المطورين على وضع البيئة في الاعتبار أثناء مراحل التخطيط المبكر لعمليات التنمية، لضمان تنفيذ المشاريع التطويرية بأقل تأثير بيئي ممكن، وذلك عبر طلب تقديم دراسة تقييم الأثر البيئي مبنية على تطبيق أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، كما تتابع الهيئة تطبيق مخرجات هذه الدراسات أثناء تنفيذ المشاريع. مراقبة جودة المياه كما تُنفذ هيئة البيئة في أبوظبي، برنامجاً دقيقاً لمراقبة جودة المياه البحرية لتكوين فهم شامل للوضع الراهن وأهم التغيرات، حيث تقوم الهيئة بمراقبة جودة مياه البحر والرواسب في 22 موقعاً ممتداً على ساحل أبوظبي، لتحليل 39 عنصراً شهرياً، بالإضافة إلى 11 عوامة آلية تحلل مستوى الجودة، وفي إطار مبادرتها وجهودها لإدارة وتنمية غابات أشجار القرم الممتدة على نطاق واسع على الجزر والمناطق الساحلية في إمارة أبوظبي، تقوم الهيئة بتطبيق خطة استباقية عبر عمليات زراعة واسعة النطاق لأشجار القرم، وزيادة النمو الطبيعي لها.

مشاركة :