أسامة الأزهري: العلم مفتاح النهوض لبلدنا وأطالب رجال الأعمال الإنفاق عليه

  • 2/8/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحدث الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، خلال خطبة الجمعة اليوم من مسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية الجديدة عن «قيمة العلم».وقال الأزهري: نتحدث اليوم عن مفتاح من أعظم مفاتيح ريادة مصر لقد أصغى المسلم بعقله ووعيه ولبه ووجدانه إلى نداء الحق فسمع آيات الذكر الحكيم «قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ» وقال تعالى: «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ» وقال سبحانه: «وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا» ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «منْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيهِ علْمًا سهَّل اللَّه لَه طَريقًا إِلَى الجنةِ، وَإنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطالب الْعِلْمِ رِضًا بِما يَصْنَعُ، وَإنَّ الْعالِم لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ منْ في السَّمَواتِ ومنْ فِي الأرْضِ حتَّى الحِيتانُ في الماءِ، وفَضْلُ الْعَالِم عَلَى الْعابِدِ كَفَضْلِ الْقَمر عَلى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وإنَّ الْعُلَماءَ وَرَثَةُ الأنْبِياءِ وإنَّ الأنْبِياءَ لَمْ يُورِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا وإنَّما ورَّثُوا الْعِلْمَ، فَمنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحظٍّ وَافِرٍ». رواهُ أَبُو داود والترمذيُّ.وأضاف الأزهري ، أن الإنسان التفت إلى تلك الأحاديث النبوية، وانطلق وهو يحمل قيم التدين التي تدفعه إلى الاقبال على العلم والشغف به ومعرفة قيمته، فتوسع الإنسان في العلوم والمعارف ومن هنا بدأت رحلته مع حركة العلم والتعليم.وأكد أن أرض الكنانة تمثل نموذجًا فريدًا في الدنيا تقوم ريادته وعظمته على عنصر العلم في الأساس، وأبدع المصريون في مختلف العلوم على اختلاف ألوانها، وأسسوا المدارس وشيدوا المكتبات، وصنعوا مراصد الفلك وأسسوا المستشفيات وحبسوا الأوقاف على حركة العلم، واجتذبوا العلماء المبدعين من آفاق الدنيا، وخرج علماء مصر إلى آفاق الدنيا فشهد الجمع لهم بالسبق والمعرفة وصارت مصر قبلة للعلوم من المشرق والمغرب، مشددًا على أن العلم هو العمود الفقري لبلادنا وعاشت مصر عبر تاريخها تصنع ريادتها لأنها تقدم خدمة العلم والتعليم وتنوير العقول لسائر الأشقاء والأوطان من حولها.وأكمل: قام الأمراء من بني أيوب بعد الدولة الفاطمية بحبس أوقاف هائلة على مدارس العلم، و كانت حركة تنافسية شريفة لا يتنافس فيها الملوك والأمراء على عرض من أعراض الدنيا ولا متاع من متاعها، بل ألقى الله في قلوبهم رعاية العلم وأهله فانتشرت حركة واسعة في أمراء الأيوبيين على أن يسابق بعضهم بعضا على من يقدم من أمواله وقفًا موقوفًا على مدارس العلم ورعاية العلم وأهله، وراجت حركة العلم رواجًا عظيما في الديار المصرية في القرن 6 الهجري، وامتلأت المدن بالمدارس التي تصنع العلماء على أكمل وصف، ولما وافينا أوائل القرن الهجري 9 وجدنا شهادة خبير من خبراء العلم البارزين في تاريخ الإنسانية وهو ابن خلدون حيث يقول: «إن العلم والتعليم في زماننا إنما هو في القاهرة في أرض مصر».وعرض مستشار الرئيس خلال الخطبة نماذج عجيبة عن أهمية العلم والتعليم في الصعيد والدلتا، ففي مدينة قوص في الصعيد في القرن السابع الهجري كان فيها 16 مكانًا للتدريس وكان حافلة بمدارس العلم وتنوير العقول وتهذيب الأخلاق وتعليم بناء المؤسسات وتنشط بها حركة العمران قبل نحو 800 سنة، وفي ارمنت وقنا والأقصر ومدينة جرجا التي قال إنها كانت عاصمة من عواصم العلم وقتها، ومن الصعيد الى أرض الدلتا ضرب نموذجا لوالد الزعيم أحمد عرابي فكان عالما أزهريا جليلا، وألزم الناس بالتعليم وشدد عليهم في ذلك.وواصل: وفي المنوفية في قرية هورين في بركة السبع 1903 عالم جليل اسمه أحمد الشرقاوي دعا أبناء القرى لحضور مجالس التدريس عنده، فعمرت مدرسته وتدافع إليها أبناء القرى وأنفق من ماله على مكان اقامتهم ومسكنهم وتوفير الكتب لهم وظل مواظب على ذلك حتى 1938، وكلما سمع بولود طفل جديد يسعى لأسرته ويأخذ عليهم العهود بدفعه للعلم والتعليم فخرج أجيال وراء أجيال. ولفت إلى أن استحضار مثل تلك اللمحات لنخرج منها معا بأن سبيل النهوض ببلادنا اليوم أن يتحرك الجميع، وأن توجد بيننا حالة شغف وعناية هائلة بالعلم والتعليم، كبريات الجامعات في أوروبا وأمريكا ما نهضت فيها حركة العلم إلا بالدفع الذاتي من أموال الأوقاف، جامعة هارفارد الأولى في العالم وقفيتها 30 مليار دولار من أموال الأوقاف المخصصة لها، جامعة كامبريدج تبلغ وقفياتها 8 مليارات دولار.ودعا مستشار الرئيس كل رجال الأعمال والأثرياء إلى أن نطلق معا حالة من حب العلم وحبس الأوقاف عليه والإنفاق عليه، كما دعا المصريين جميعًا إلى أن تشيع فينا روح من الشغف بالتعليم، وأن نمحو الأمية من كل مصري.ووجه رسالة قائلًا: علموا الأطفال، أعيدوا فصول التربية الصيفية، ابسطوا بساط التعليم ولو في الحقول، اجعلوا القري مليئة بالعلم، أعيدوا فكرة مكتبة الأسرة، انشروا الثقافة بين الناس، اجعلوا الديار المصرية تضج بالقراءة وحركة العلم والعقل والإبداع.وأشاد بالأزهر الشريف، مؤكدًا أنه قبلة العلوم عند المسلمين، وإن كانت الكعبة قبلة المصلين في صلاتهم، فالجامع الأزهر على مدار ألف سن قبلة للمسلمين لعلوم الشريعة، جاء منه طلبة من افريقيا، والشام والسودان والعراق والحجاز وحضر الموت والهند فامتلأت عقولهم حكمة وبصيرة حتى أمد الأزهر الأقطار والبلدان المجاورة بالزعماء والمفكرين فما وجد الناس في واحد منهم ظاهرة عنف وانحراف، وما أريقت على يد واحد منهم قطرة دم، بل انتشروا بقبس العلم الذي تشربوه من مصر، ومضى زمن من الزمان فبنيت جامعة القاهرة التي جاء اليها القادة والمفكرون فصارت شقيقة للجامع الأزهر في صناعة العبقريات.واختتم خطبته بالتأكيد على الدعوة التي نطلقها من مسجد الفتاح العليم إلى شعب مصر أن مفتاح حلول أزماتنا هو العلم، ومحاربة التطرف والتكفير بالعلم، ومحاربة الفساد بالعلم، ومفتاح محاربة الاستهلاكية والرشوة هو العلم، ومفتاح الخروج من ازماتنا هو العلم، ومفتاح بناء الاقتصاد هو العلم وبناء صناعة الحضارة هو العلم، العلم أولا والعلم ثانيا وثالثا هي دعوة مطلقة للعلم والمعرفة.

مشاركة :