الكشف عن علاقة ملكة الجمال «القتيلة» بأزمة فنزويلا

  • 2/8/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

«مونيكا سبير»، ليست فقط مجرد ملكة جمال فنزويلية، أحدث قتلُها قبل خمس سنوات، حزنًا بين معجبيها، بقدر ما حرّكت موجات الغضب في بلادها، وصولًا إلى الأزمة السياسية العاصفة التي تشهدها البلاد حاليًّا. وتشهد البلاد أزمةً منذ 2014، إثر مقتل مونيكا سبير، ملكة جمال فنزويلا السابقة في حادث سطو مسلح آنذاك، بعدما جاءت من الولايات المتحدة لقضاء عطلة في فنزويلا، لكنها لقيت مصرعها، فيما نجت ابنتها (5 سنوات) خلال الهجوم. لم يمر هذا الحادث عاديًّا، لكنّه فجّر موجةً عاصفة من الاحتجاجات الشعبية، بقيادة المعارضة؛ احتجاجًا على ارتفاع مستويات العنف في البلاد، وبخاصةً في المدن. لم يكن مقتل «سبير» (29 عامًا) وحده الذي حرّك التظاهرات، إلا أنّ عدة أحداث كمحاولة اغتصاب طالب في حرم الجامعة في فبراير 2014 بمدينة سان كريستوبال – عاصمة ولاية تاتشيرا – أجّجت مشاعر الغضب في ظل وضع اقتصادي وسياسي معقد. وتعرّضت البلاد لأزمة اقتصادية خانقة تعود إلى سياسات ضبط الأسعار التي اتخذها مادورو بعد الانخفاض الحاد لأسعار النفط، المصدر الرئيسي للبلاد من العملات الصعبة. ومنذ 2014، شهدت البلاد مواجهات دامية بين المتظاهرين وقوات الأمن، أسفرت عن مئات القتلى وآلاف الجرحى والمعتقلين. وما زاد الأمور تعقيدًا هو الأزمة السياسية والمؤسساتية التي مرّت بها البلاد منذ فوز المعارضة في الانتخابات النيابية أواخر 2015؛ حيث عرفت صراعًا في أعلى أهرامات السلطة بين الرئيس والبرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة. وفي خضم التوتر السياسي الراهن، أطلقت المكسيك وأوروجواي مبادرة بعقد مؤتمر «للدول المحايدة» حوّل فنزويلا، لكنّها تحولت في أول اجتماعاتها، أمس الخميس، في العاصمة الأوروجوانية مونتفيديو، إلى اجتماع لمجموعة اتصال دولية، شكلها الاتحاد الأوروبي نهاية يناير الماضي، في بوخارست، وانضمت إليها ثلاث دول أخرى في أمريكا اللاتينية: (كوستاريكا وبوليفيا والإكوادور)، ودعت المجموعة إلى إجراء انتخابات رئاسية حرة. وبلغ الاضطراب السياسي في البلاد ذروته في 23 يناير الماضي؛ عندما أعلن رئيس البرلمان خوان جوايدو نفسه رئيسًا انتقاليًّا للبلاد، وهو ما اعتبره الرئيس نيكولاس مادورو انقلابًا مدعومًا من الخارج. واليوم الجمعة، اتهم الرئيس مادورو، الإدارة الأمريكية، بقيادة دونالد ترامب، بالسعي إلى إحباط مبادرة الحوار، ونقل عنه وكالة «نوفوستي» قوله في خطاب ألقاه بساحة بوليفار بالعاصمة كاراكاس: «يعتزم الرئيس دونالد ترامب إحباط مبادرة الحوار التي اقترحتها أوروجواي والمكسيك بمساعدة المجموعة الكاريبية؛ من أجل التوصل إلى حل سلمي لصالح فنزويلا». وكان مادورو الذي سبق أن رفض، يوم الإثنين الماضي، المهلة الأوروبية لتنظيم انتخابات؛ قد رحّب بـ«اجتماع أوروجواي»، وعبَّر عن دعمه كل الخطوات والمبادرات من أجل تسهيل الحوار، لكن جوايدو رفض أي حوار مع الحكومة، معتبرًا أنّ ذلك سيكون مكسبًا للرئيس مادورو، وقال: «المعارضة الفنزويلية لن تجري أي حوار كاذب». ونفذت دول أوروبية تهديدها بالاعتراف بجوايدو رئيسًا مؤقتًا حتى إجراء انتخابات رئاسية حرة وديمقراطية، بعدما أمهلت مادورو ثمانية أيام لإجراء الانتخابات. واعترفت دول ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا والسويد والنمسا بجوايدو، وقبل ذلك حظي زعيم المعارضة باعتراف الولايات المتحدة وكندا وعدد من بلدان أمريكا اللاتينية والوسطى؛ وهي: «الأرجنتين وكولومبيا والإكوادور وباراجواي والبرازيل وتشيلي وبنما وكوستاريكا وجواتيمالا»، كما اعترفت به كلٌّ من أستراليا وإسرائيل والمغرب، وتتجه البرتغال وهولندا والدنمارك إلى إعلان موقف مماثل. وتتهم المعارضة مادورو بـ«قيادة نظام بوليسي دكتاتوري قائم على القمع والترهيب»، وبـ«تزوير الانتخابات الرئاسية الأخيرة للاحتفاظ بالسلطة التي يهيمن عليها منذ عام 2014»، فيما يرفض «مادورو» كل المطالب الدولية بحل الأزمة سلميًّا، سواء بالتخلي عن السلطة أو إجراء انتخابات رئاسية جديدة، غير أنه عرض إعادة انتخاب البرلمان فقط، قبل أن يهدد بشن حرب أهلية في البلاد إذا تدخل أحد سياسيًّا أو عسكريًّا في شؤون فنزويلا. وفي الوقت الذي تطالب فيه روسيا كلًا من الولايات المتحدة ودول الغرب بعدم التدخُّل في شؤون فنزويلا؛ تؤكد إدارة ترامب أن كل السيناريوهات مطروحة لعزل مادورو، بما فيها التدخل العسكري. ويوم الإثنين الماضي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب -في حوار مع شبكة «سي بي إس» الأمريكية- إنّ التدخّل عسكريًّا في فنزويلا «قيد الدراسة».

مشاركة :