قبل أسبوع عن انطلاق مؤتمر ميونيخ للأمن، حذر رئيس المؤتمر فولفغانغ إشينغر وبكلمات تبدو حادة من تزايد انعدام الأمن على مستوى العالم، مشيرا إلى ظاهرة "تفكك النظام العالمي". حذر فولفغانغ إيشنغر رئيس مؤتمر الأمن في مدينة ميونيخ الألمانية بكلمات تبدو حادة من تزايد انعدام الأمن على مستوى العالم. وقال إيشنغر اليوم الجمعة (الثامن شباط/فبراير 2019) في ميونخ: "إن النظام العالمي يتفكك". وذكر إيشنغر أن تصور النظام العالمي القائم على قواعد مشتركة وهيكلية عالمية لم يعد قادرا بعد على البقاء، مشيرا إلى أنه من الواضح أن التنافس بين القوى الكبرى صار أقوى مرة أخرى. وأعرب إيشنغر بصفة خاصة عن أسفه للإنهاء الكامل والمتوقع لمعاهدة نزع الأسلحة النووية متوسطة المدى واصفاً ذلك بأنه سيكون "مأساة لمنظومة الأمن الأوروبية" وحدثا خطيرا. وأشار إيشنغر إلى أن هناك أيضا خطر تعثر معاهدات نزع السلاح الأخرى بين الولايات المتحدة وروسيا. يذكر أن الولايات المتحدة كانت ألغت الأسبوع الماضي معاهدة نزع الأسلحة النووية متوسطة المدى الموقعة مع الاتحاد السوفييتي السابق عام 1987، ما دفع روسيا إلى تعليق العمل بها أيضا. وتتهم كل دولة منهما الأخرى بانتهاك شروط المعاهدة. وذكر إيشنغر أن رفض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حضور المؤتمر له فيما يبدو أسباب تتعلق بالسياسة الداخلية لفرنسا، مشيرا إلى أنه وفقا لما ذكره له قصر الإليزيه فإن الرفض الذي وصل إلى ميونيخ قبل أسبوع، لا يبدو أن له علاقة بالموضوعات الشائكة بين ألمانيا وفرنسا مثل مد خط غاز نورد ستريم 2. وأوضح إيشنغر أنه لا يرى هنا علاقة بين الأمرين كما أنه لا يرغب في الإسهام في مزيد من التكهنات، مبينا أن ما قيل له هو أن ماكرون يوجه اهتمامه حاليا إلى المشاكل الداخلية، مفيدا بالقول: "يمكن أن أفهم أن عليه أن يعيد النظر في أولوياته الآن". يذكر أن مؤتمر ميونيخ للأمن والذي يعقد بين الخامس عشر والسابع عشر من شباط/ فبراير الجاري في ميونخ يعتبر أكبر ملتقى لخبراء السياسة الأمنية على مستوى العالم. ويحضر المؤتمر هذه المرة ما يناهز 100 وزير وأربعين رئيس دولة وحكومة. ومن بين المتحدثين في المؤتمر هذا العام المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ونائب الرئيس الأمريكي مايك بينس. ويحضر من الجانب الأمريكي أيضا رئيسة مجلس النواب الأمريكي ومعارضة ترامب، نانس بيلوسي. ح.ع.ح/ه.د(د.ب.أ)
مشاركة :