واشنطن – تستعد شركة "فيرجين غالاكتيك" للإرسال سياح إلى الفضاء لبضع دقائق فقط وفي رحلات ستكون أقصر وأرخص من مشروع "سبايس إكس". وتريد شركة "فيرجين غالاكتيك" ومجوعة "بلو أوريجين"العملاقة إرسال مئات لا بل آلاف الأشخاص في هذه الرحلات السياحية الفضائية القصيرة "دون المدارية". وهذه الرحلات ستكون أقصر وأقل كلفة من مشروع "سبايس إكس"لإرسال ملياردير ياباني إلى القمر بحلول العام 2023 على أقرب تقدير. ويقود مركبة مسماة "سبايس شيب تو" مملوكة للشركة المعروفة رائدين، وسيكون باستطاعتها حمل ستة ركاب إضافة إلى الرائدين. قال الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون أنه يخطط للسفر إلى الفضاء خلال الأشهر الخمسة المقبلة في مركبته الفضائية الخاصة "فيرجين غالاكتيك". وأضاف رئيس مجموعة "فيرجين" في تصريح على هامش حفلة تكريم "فيرجين غالاكتيك" في متحف الفضاء في واشنطن، "أمنيتي أن أذهب إلى الفضاء في مناسبة الذكرى الخمسين لهبوط الانسان على سطح القمر، وهذا ما نعمل عليه". وكان برانسون قد حدد في السابق مواعيد لهذه الرحلة الأولى إلى الفضاء، إلا أنها كانت تمرّ بلا أن تتم الرحلة. وقال رجل الأعمال أن التحضيرات أصبحت في مراحلها النهائية. وقال "بحلول تموز/يوليو، سنكون قد انتهينا من الاختبارات". وأوضح أنه لا يريد تقديم وعود لن يفي بها قائلا "أحتاج إلى الانتظار ليصبح فريق العمل مرتاحا 100%. لا أريد أن أضغط عليه". وأكد أن شركته تكلّفه 35 مليون دولار شهرياً، وقد انفق أكثر من مليار دولار عليها منذ العام 2000. وأرسلت "فيرجين غالاكتيك" الخميس مركبة لها دخلت للمرة الأولى حدود الفضاء، بحسب تعريف الجيش الأميركي، لتصبح بذلك أول رحلة فضائية مأهولة تنطلق من الأرض الأميركية منذ العام 2011. ومن المتعارف عليه أن حدود الفضاء تقع على ارتفاع مئة كيلومتر إلا أن الجيش الأميركي يعتبر أنها على ارتفاع 80,4 كيلومترا فقط. وتحلق الطائرات التجارية مثلا على ارتفاع عشرة كيلومترات. ولم تنطلق أي رحلة فضائية مأهولة من الولايات المتحدة منذ سحب وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) مكوكاتها من الخدمة العام 2011 واعتمادها على صواريخ "سويوز" الروسية لنقل روادها إلى محطة الفضاء الدولية. وتدور منافسة كبيرة بين الشركات الخاصة لبناء مركبات قادرة على نقل الرواد والسياح إلى الفضاء. في هذا السباق المحموم، تخطت "فيرجين غالاكتيك" الخميس مرحلة مهمة إذ إن مركبتها "في أس أس يونيتي" وصلت إلى ارتفاع 82,7 كيلومترا. وهي لم تقلع من اليابسة بل كانت محمولة بطائرة انطلقت من صحراء موهافي في كاليفورنيا (غرب الولايات المتحدة). وبعد انفصالها عن الطائرة أدار قائداها المحركات للارتفاع إلى حدود الفضاء. وكتبت المجموعة في تغريدة "أهلا وسهلا إلى الفضاء". وأوضحت "لقد حلقنا بسرعة 2,9 ماك" أي حوالى 3550 كيلومترا في الساعة و"2,9 مرة سرعة الصوت". وتعتبر هذه الرحلة انتصارا كبيرا للشركة الفضائية والتي تحاول إرسال سياح إلى الفضاء بسعر 250 ألف دولار للشخص. وقد دفع أكثر من 600 شخص هذا المبلغ مسبقا. وقال برانسون "اليوم، وللمرّة الأولى في التاريخ، تبلغ مركبة للرحلات الخاصة حدود الفضاء". وأضاف "إنه يوم للتاريخ، وأنا فخور بفِرَقِنا التي فتحت فصلا جديدا في غزو الفضاء".
مشاركة :