دعت الدول الأوروبية والأمريكية اللاتينية خلال أول اجتماع لمجموعة اتصال دولية حول فنزويلا أول أمس الخميس في الأورجواي، إلى تنظيم «انتخابات رئاسية حرة وشفافة وذات مصداقية» في هذا البلد النفطي، وذلك بهدف تفادي زعزعة استقرار المنطقة، بينما دعت الولايات المتحدة إلى مغادرة الرئيس نيكولاس مادورو فنزويلا. ودعت مجموعة الاتصال في إعلانها الختامي الذي وقعته الدول المشاركة،باستثناء بوليفيا والمكسيك، إلى «وضع مقاربة دولية مشتركة لدعم حل سلمي وسياسي وديمقراطي وفنزويلي خالص للأزمة مع استبعاد استخدام القوة، وذلك عبر تنظيم انتخابات حرة وشفافة وذات مصداقية متوافقة مع الدستور الفنزويلي». وحذر رئيس الأورجواي تاباري فاسكيز في افتتاح الاجتماع من أن «المعضلة الأكبر التي تواجهها فنزويلا هي السلم أو الحرب»، داعيا «المجتمع الدولي إلى توخي الحذر»، في وقت بلغ التوتر السياسي ذروته في فنزويلا،بعد أن أعلن رئيس البرلمان خوان جوايدو نفسه رئيسا مؤقتا وحظي باعتراف أربعين دولة كانت آخرها رومانيا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي. من جانبها قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغوريني: «من الأساسي تفادي العنف الداخلي والتدخل الخارجي»، مشيرة إلى «الطابع الملحّ» للوضع الذي ينذر «بخطر زعزعة استقرار تتخطى حدود المنطقة». وحضر الاجتماع الاتحاد الأوروبي وثماني دول أوروبية (فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وهولندا والبرتغال وإسبانيا وإيطاليا والسويد)،وخمسة بلدان من أمريكا اللاتينية (الأورجواي وكوستاريكا والإكوادور والمكسيك وبوليفيا) في عاصمة الأوروجواي مونتيفيديو، بهدف «المساهمة في خلق الشروط لعملية سياسية وسلمية» من أجل تسوية الأزمة الخطيرة التي تهز هذا البلد الواقع في أمريكا الجنوبية. من جهتها أعلنت الإدارة الأمريكية عن رغبتها في أن يغادر مادورو فنزويلا. وقال إليوت أبرامز المبعوث الأمريكي الخاص لفنزويلا، في مؤتمر صحفي بالعاصمة الأمريكية واشنطن،إن مادورو يجب أن يسلم السلطة ويغادر فنزويلا.وأوضح أبرامز: «أعتقد أنه من الأفضل بالنسبة إلى الانتقال الديمقراطي في فنزويلا أن يكون مادورو خارج البلاد وهناك مجموعة من الدول مستعدة لاستقباله».ويعوّل جوايدو على تعبئة جديدة في الشارع في 12 فبراير للمطالبة بتشكيل «حكومة انتقالية» و«انتخابات حرة». وفيما كان الاجتماع ينهي أعماله، وصلت أول شاحنات المساعدة الإنسانية الأمريكية لفنزويلا التي كان مادورو رفضها، إلى الجانب الكولومبي من الحدود مع فنزويلا التي تعاني أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها. وأمس الجمعة قال الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، إن بلاده اعترفت رسميا بزعيم المعارضة جوايدو رئيسا شرعيا مؤقتا لفنزويلا لتنضم بذلك إلى تحرك منسق للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وقالت الرئاسة الرومانية في بيان: «تم اتخاذ قرار الرئيس بعد تحليل حذر شمل الجوانب السياسية والدبلوماسية والقانونية آخذا في الاعتبار أن أغلبية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وعددا من الحلفاء والشركاء من أوروبا ومنطقة الأطلسي اعترفوا بشرعية الرئيس المؤقت خوان جوايدو».ورغم أن نحو 20 دولة من الاتحاد الأوروبي، بينها بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا، انضمت إلى الولايات المتحدة في الاعتراف بجوايدو والضغط على الرئيس مادورو ليدعو لانتخابات جديد،عرقلت إيطاليا الاثنين الماضي إصدار الاتحاد الأوروبي لبيان مشترك باعتراف الدول الأعضاء في التكتل مجتمعة بجوايدو رئيسا مؤقتا.(وكالات)
مشاركة :