جزيرة آلديرني.. وجهة عشاق الطبيعة والتاريخ

  • 2/9/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تقع جزيرة «آلديرني» في القناة الإنجليزية في الناحية الشمالية الشرقية من «غيرسني»، بعدد سكان لا يتجاوز ال2494 نسمة حسب إحصاءات 2016، تشتهر الجزيرة بالأزهار البرية وببلدة «سانت آن» الفاتنة، وتجتذب أعداداً كبيرة من السياح، لاسيما أولئك الذين يبحثون عن الهدوء والسلام، خاصة من فرنسا وإنجلترا نفسها. ومع ذلك، فإن جاذبيتها الحقيقية تمتد إلى ما وراء المشهد النباتي والحيواني الخلاب؛ حيث تتباهى بإقامة 30 فعالية اجتماعية ورياضية وثقافية سنوياً، كما أنها وجهة مفضلة للذواقة وعشاق الطعام. يستمتع الزوار في هذه الجزيرة بأجواء البلدة وأريافها الزاهية والرحيبة، ويستمتعون بالشواطئ الرملية وتضاريسها الهادئة، تتضمن الرحلات ؛ التنزه وسط المنحدرات الوعرة، أما التنزه وسط الأزهار البرية فهو من أكثر الأنشطة الجاذبة لعشاق الطبيعة، إلى جانب مساحات الريف الخضراء الشاسعة، والأنواع الوفيرة من الطيور، وفي ذات الوقت، توفر الكنيسة المركزية للجزيرة، وشوارعها الخلابة، فرصة للاستمتاع برؤية بلدتها الزاهية المسكونة بالحكايات في الواقع. فضلاً عن أنشطة رياضة الجولف والصيد الشهيرتين، بما فيها ركوب الدراجات والتنزه والإبحار، فلو كان كل هذا لا يروق لك، يمكنك التنزه مستنشقاً الهواء النقي، ومستمتعاً بمناظرها الطبيعية الخلابة. يعود تاريخها إلى 5 آلاف عام؛ حيث يمكن رؤيته في أضرحتها وحجارة «المغليث» الضخمة، التي لا تزال باقية، إضافة إلى مبانيها، التي يعود تاريخها إلى فترة السيطرة عليها من قبل النورمان، التي سبقت سيطرة النورمان على بريطانيا بأكثر من قرن. تتراوح أماكن الإيواء بين المنازل الحكومية المحولة، ودور الضيافة الرائعة، إلى جانب حصنين مسورين؛ هما: حصن «فورت كوربلتس» و«فورت كلونج»، كذلك رحلات التخييم تعد من الأنشطة الشعبية، لاسيما في موقع المخيم على شاطئ «ساي» بالقرب من الكثبان الرملية. يبلغ طول «آلديرني» أقل من 6 كيلومترات، وهي ثالث أكبر جزيرة بالقناة، ما يتيح إمكانية التنزه في معظم أنحائها في غضون يومين، ويكون الطقس لطيفاً بشكل عام، مقارنة بالبر الرئيسي البريطاني؛ لذلك يمكنك قضاء بقية زيارتك بسهولة، بينما تتذوق المأكولات البحرية الفريدة في العديد من المطاعم التقليدية. بلدة «سانت آن» استكشف هذه البلدة الرئيسية الوادعة، التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر؛ حيث تتميز بالعديد من المحال التجارية والفنادق المصطفة على طول شوارعها المرصوفة. منارة آلديرني توجد هذه المنارة التاريخية في أقصى شرق الجزيرة بالقرب من نقطة «كويسنارد»، وقد كانت العين المراقبة مذ أن تم تأسيسها في 1912، ويبلغ ارتفاعها 32 متراً، يمكن التسلق إليها عبر سلالم للاستمتاع بمشاهدة المناظر الخلابة. التنزه مشياً نشرت آلديرني وأيلد ترست سلسلة من رحلات التنزه مشياً على الأقدام، وقدمت عروضاً للنزهات بصحبة المرشدين خلال الموسم الرئيسي كله؛ إذ يمكن التجول في الجزيرة بأكملها؛ حيث يوفر كل جانب إطلالات خلابة. سينما آلديرني يعود قدمها إلى القرن التاسع عشر؛ حيث تعرض 3 إلى 4 من الأفلام الحديثة كل شهر، يشرف عليها متطوعون من نادي آلديرني للسينما. مراقبة الطيور تعد مراقبة الطيور من أجمل الأنشطة، التي يقوم بها الزوار في آلديرني، وخليج «لونجس» بالقرب من «لونجس كمون» هو أفضل مكان للقيام بذلك، وهناك أيضاً جهات سياحية تنظم رحلات عبر القوارب؛ لمراقبة الطيور البحرية، خاصة طيور الأطيش والبفن. الجولف والقطارات والإبحار تتمتع آلديرني بملاعب جولف ذات ال 9 حفر، تطل على المياه؛ حيث يمكن للسياح الراغبين الاتصال بنادي آلديرني للجولف، كما يمكن للسياح أخذ جولة في عربة مترو أنفاق - السكك الحديدية الوحيدة على جزر القناة، إضافة إلى إمكانية الإبحار إلى جزر القناة الأخرى وفرنسا، فالإبحار يعد من الأنشطة الرياضية المفضلة في آلديرني؛ حيث يقوم نادي الإبحار المحلي بتنظيم الرحلات. رحلة الصيد لا يحتاج السياح للاستئذان للصيد في أي مكان سواء أكان في الساحل أو المرفأ؛ لذا اعثر على صنارة وألق بها في المياه، فالمتاجر المحلية مملوءة جيداً بأجهزة ومعدات الصيد. السباحة تنعم آلديرني بشواطئ رملية وفيرة مثالية للسباحة والتشمس وممارسة ركوب الأمواج، ينصح بها عشاق التزلج على الأمواج والطائرات الشراعية، لا سيما في خليج «آرك وبراي» و«كلونج وساي» أما عشاق التزلج على الألواح يمكنهم التوجه إلى خليج «كوربلتس». تتمتع الجزيرة بمناخ معتدل مع أجواء مشمسة ودرجات حرارة معتدلة خلال فصل الشتاء أكثر أمتاع من بريطانيا، يبدأ أفضل وقت للزيارة من إبريل/‏‏‏نيسان حتى أكتوبر/‏‏‏ تشرين الأول مع متوسط درجات حرارة يتراوح بين 20 و21%، فهذه الشهور تمنح متوسط 200 و260 ساعة من الأجواء المشمسة، أما الأمطار فتتساقط خلال الشهور الباردة، ويكون متوسط درجة حرارة البحر 17 درجة مئوية خلال أشهر الصيف. هل تعلم ؟ * أن آخر المتحدثين للأوريجنايس، اللغة الرومانية لآلديرني توفي عام 1960. * أن حوالي ربع قنافذ آلديرني تكاثرت من زوجين من القنافذ الأوروبية الشقراء تم إطلاقها في الجزيرة عام 1960. * أن النازيين بنوا 4 معسكرات اعتقال في آلديرني، سجن فيها أسرى الحرب العالمية الثانية. تاريخ آلديرني تعد آلديرني من أكبر جزر القناة، ولديها تبعية للتاج البريطاني على الرغم من كونها تقع 15 كيلومتراً فقط إلى الغرب من لاهاي على شبه جزيرة «كوتنتين» النورماندية. ظهرت الجزيرة عندما ارتفع منسوب المياه خلال العصر الحجري الحديث، توجد بالجزيرة آثار الاحتلال الروماني، ولكن هناك العديد من المعالم، التي تقف شاهدة على التاريخ البشري المبكر لها؛ لكن بعضها فقدت بسبب عمليات البناء العسكرية المكثفة خلال القرن التاسع عشر ومن ثم مرة خلال الاحتلال النازي في الحرب العالمية الثانية. وتعد آلديرني الجزيرة الوحيدة التي احتلت من قبل ألمانيا من بين مثيلاتها من جزر القناة. يعود ارتباطها بإنجلترا إلى الغزو النورماني في 1066، وعلى الرغم من أن نورماندي ضُمت إلى المملكة الفرنسية عام 1204 إلا أن آلديرني ظلت تحت التاج الإنجليزي. في يونيو/‏‏حزيران عام 1940، تم إجلاء سكانها في مواجهة الاحتلال الألماني، وقد تم بناء 4 معسكرات اعتقال؛ لإيواء أسرى الحرب من الروس والبولنديين بشكل رئيسي، وبعض السخرة اليهود وكان حوالي 700 من جملة 6000 نزيل لقوا حتفهم قبل استسلام الألمان في 16 مايو 1945.

مشاركة :