قصة العالم العربي الذي اكتشف انكسار الضوء

  • 2/9/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ذاع صيته في الرياضيات والفيزياء والهندسة والطب، كما اشتهر بشكل خاص في علم البصريات الذي له فيه العديد من الأبحاث والنظريات العلمية حول الأشكال الهندسية، حيث إنه أول من اكتشف قانونا لانكسار الضوء ووظفه في تصميم العدسات التي تقوم بتركيز الضوء من غير انحراف والمعروفة بعدسات الانكسار وهي غير دائرية الشكل. إنه ابن سهل واسمه أبو سعد العلاء ابن سهل، وقد عاش في الفترة من 940 إلى 1000 ميلادية، هو عالم مسلم تعود جذوره إلى بلاد فارس وقد عمل في بلاط العباسيين في بغداد. استفاد من علم ابن سهل العالم الكبير الذي ضرب مجده الآفاق وهو ابن الهيثم الذي عاش في الفترة من 965 إلى 1040 ميلادية، ويمكن القول إنه لولا ابن سهل لما كان ابن الهيثم قد توصل إلى الكثير من اكتشافاته المهمة في علم الضوء والبصريات، فابن سهل هو الذي مهد الطريق فعليا بما أسسه لظهور ابن الهيثم. سبق قانون "سنيل" إذا كان ثمة من يشير اليوم إلى أن مكتشف قانون انكسار الضوء المعروف بقانون "سنيل" هو العالم الهولندي ويلبرورد سنيليوس الذي عاش في الفترة من 1580 إلى 1626م فالواقع أن ابن سهل هو أول من لفت الانتباه لمسألة انكسار الضوء وانعطافته عندما ينتقل من سطح لآخر كأن يعبر من الفراغ إلى الزجاج أو الماء. وقد اهتم العرب بعلم البصريات نسبة لارتباطه الكبير بعلم الفلك في صنع المناظير الفلكية لمتابعة حركة الأجرام ورصد قبة السماء، ونجد أن ابن سهل قد استفاد ممن سبقه وهم قلة في هذا المجال أبرزهم عالم البصريات أبو يوسف الكندي الذي توفي سنة 873 ميلادية، وهو من قام بتحقيق نظرية أرسطو حول رؤية الأشياء بالعين المجردة. كتاب في العدسات لابن سهل كتاب مشهور في الغرب بوجه أكبر، واسمه "كتاب في المرايا المحرقة والعدسات" عالج فيه موضوعات العدسات بجميع الأنواع من بيضاوية الشكل إلى مقعرة، كما تطرق إلى رسم المنحنيات حيث لها علاقة وثيقة بالبصريات وهندسات الفلك. إن المساهمات التي قدمها ابن سهل سواء في اكتشاف انكسار الضوء أو التطبيقات التي قام بها في هذا الإطار من تصميم العدسات التي تركز الضوء واشتقاق المزيد من أنواع العدسات، كل ذلك يكشف عن عقلية متمكنة استطاعت أن تمزج بين المعارف المتنوعة التي اكتسبها من الرياضيات والفيزياء والهندسة. إحراق جسم من على البعد من التجارب المدهشة التي قام بها ابن سهل تعرفه على كيفية إحراق جسم من على البعد وحدد كيف يمكن عمل ذلك باستخدام العدسات ودقق الحسابات المتعلقة بهذا الموضوع، وهو موضوع ليس ابتكاريا في حد ذاته حيث عرفه اليونانيون. لكنه أضاف فيه وعمّقه بالشكل العلمي وشرح لنا كيف يتم توجيه العدسة للشمس ليتم تجميع الضوء الحارق في نقطة معينة هي بؤرة العدسة التي تكون خارجها على مسافة معينة يمكن حسابها بمعرفة قطر العدسة وأمور معينة في علم البصريات. وفي كتابه "كتاب في المرايا المحرقة والعدسات" يناقش هذا الأمر بالتفصيل. وبشكل عام فإن العلوم التي أثارها الرجل كانت مثار دهشة للمؤرخين وبعض ابتكاراته عدت من فنون الحيل المبتكرة.

مشاركة :