شهدت العلاقات بين مصر والكونغو الديمقراطية تطورا إيجابيا وتناميا ملحوظا على جميع الأصعدة سواء سياسيا أو اقتصاديا، وكذلك ثقافيا مما يستوجب أهمية العمل على تحقيق تطور ملموس في كافة مجالات التعاون المشترك. ويلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، "فيلكس تشيسيكيدي" رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا على هامش فعاليات القمة الأفريقية الـ32. ومن المقرر أن تشهد القمة التأكيد على تطابق وجهات النظر بين القاهرة وكنشاسا بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية، منها مياه النيل والحاجة لاستمرار التفاوض بين كافة دول الحوض للوصول إلى التوافق الأمثل؛ للمضي قدمًا في المشروعات والبرامج الكفيلة بتحقيق كافة مصالح دول الحوض فضلا عن التأكيد أن مصر ستظل صديقًا داعمًا لجمهورية الكونغو الديمقراطية الشقيقة، وستعمل من خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي وكذا في إطار التعاون الثنائي القائم على مساندة الشعب الكونغولي سياسيًا وتنمويًا خلال المرحلة المهمة القادمة للحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه. كما تتناول القمة مواصلة تعزيز علاقات الأخوة بين مصر والكونغو الديمقراطية وترسيخ قواعدها، لا سيما من خلال التعاون مع الرئيس تشيسيكيدي، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، ويضمن للشعبين الشقيقين المزيد من الخير والنماء والتقدم، وتمنى الرئيس لتشيسيكيدى كل التوفيق في قيادة الكونغو الديمقراطية نحو مستقبل مشرق، وبحث سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة التعاون بين دول حوض النيل، وذلك في إطار الدور المصري للتواصل مع دول القارة الأفريقية واستمرار مصر في تقديم كل أشكال الدعم الفني للكونغو الديمقراطية والمساهمة في تنفيذ خطط التنمية الطموحة بها، والإشادة بوقوف مصر إلى جانب جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ استقلالها، فضلًا عن برامج الدعم الفني الذي تقدمه لأبناء الكونغو الديمقراطية في قطاعات مختلفة فضلا عن دور مصر في تدعيم السلم والأمن على مستوى القارة الأفريقية، ومشاركتها بقوات في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ومنها تلك العاملة في شرق الكونغو الديمقراطية. ويبحث الرئيسان السيسي وتشيسيكيدي أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه، وتعزيز التعاون بين البلدين في إطار الاتحاد الأفريقي، وزيادة التنسيق في المحافل الدولية كالأمم المتحدة، ودعم جهود الإصلاح المؤسسي للاتحاد الأفريقي، بما يمكنه من مواجهات التحديات التي تواجه القارة بفعّالية. وتنطلق أعمال القمة الثانية والثلاثين العادية للاتحاد الإفريقي، غدا الأحد، ووفقا لتقاليد الاتحاد الإفريقي تعقد جلسة مغلقة للقادة ورؤساء دول وحكومات الدول الأفريقية يستعرض خلالها الرئيس الذي تنتهى مدة رئاسته للاتحاد وهو الرئيس الرواندي بول كاجامي، ما أنجزه خلال فترة رئاسته على صعيد الإصلاح المؤسسي. ويشارك الرئيس السيسي في أعمال الدورة الـ32 لقمة رؤساء الدول والحكومات للاتحاد الأفريقي يومي 10 و11 فبراير 2019، والتي ستعقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا تحت شعار "عام اللاجئين والنازحين داخليًا.. نحو حلول دائمة للنزوح القسري في أفريقيا". ووصل الرئيس السيسي اليوم إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في زيارة تاريخية تشهد تسلم الرئيس رئاسة الاتحاد الأفريقي غدا الأحد ولمدة عام، يليها ترأسه لأعمال قمة الاتحاد الأفريقي.
مشاركة :