تم اكتشاف بعض الآثار المهمة في جزيرة فيلكا عائدة إلى الإسكندر الأكبر، وبعض الآثار في منطقة الصبية، كما عثر، مؤخرا، على مدافن عائدة إلى عصر حضارة أم النار قبل آلاف السنين في منطقة الخيران (جنوبي الكويت)، ويبدو أن هناك آثاراً أخرى في نواحٍ مختلفة من البلاد، نظرا إلى امتداد هذه الآثار التي تعود إلى عصور قديمة وأقوام سكنت هذه المنطقة. وقد تطرّقنا في مقالات سابقة إلى هذا الموضوع لأهميته وواجب الدولة لمنحه مزيداً من الاهتمام والبحث والتنقيب لاكتشاف مزيد من هذه الآثار والمحافظة عليها وعدم تعرُّضها للسرقة أو النهب والسلب أو التدمير والتهريب والاتجار بها كما حدث، للأسف، في دول أخرى. وقد اقترحنا في مقال سابق إنشاء هيئة عامة للآثار تابعة لجامعة الدول العربية، تقوم بالبحث والتنقيب لاكتشاف مزيد من الآثار في الوطن العربي الذي يزخر، تحت أرضه ومياهه، بشتى الآثار التي تعود إلى عصور وحضارات قديمة يفخر بها العالم العربي، ولكن بعض الدول العربية لا تقوم بالبحث عنها، نظرا إما الى عدم إعطائها الأهمية اللازمة لهذا الموضوع، وإما الى عدم القدرة المالية، وإما أن تكون الظروف الأمنية وانشغالها في مشاكلها الداخلية تحول دون تفرُّغها لهذه الاستكشافات. لذلك، تكلّف الهيئة العامة للآثار في جامعة الدول العربية بهذه المهمة وتزوّد بميزانية كافية لهذا الغرض، ويديرها علماء ومتخصصون في هذا المجال وتقدّم لها جميع التسهيلات اللازمة في الدول العربية، وتشكيل فرق أمنية لحراسة هذه الاستكشافات، وسوف تكون النتائج إن شاء الله باهرة بما يعثر عليه من كنوز ثمينة تحت تراب بلادنا العربية ومياهها، قد تغيّر بعض النظريات التاريخية لهذه المنطقة. وقد تطرّق بعض الكتّاب في مقالاتهم، مؤخرا، الى هذا الموضوع، وطالبوا الجهات المختصة بإعطائه مزيدا من الاهتمام. كما اطلعتُ، مؤخراً، على خبر ورد في جريدة القبس بعنوان «مطالبة بحماية آثار فيلكا في ندوة جزيرة فيلكا»، التي أقامتها جمعية المهندسين، وشهدت نقاشا عن مستقبل الجزيرة والحفاظ على إرثها الثقافي والطبيعي.. وقرأتُ خبراً صحافيا آخر عن وجود خطة لتحويل مرتفعات الصبية إلى متنزهات سياحية، نرجو التأكد من خلو هذه المنطقة من مواقع آثارية قبل تنفيذ أي مشروع في هذه المنطقة.. ونأمل من الجهات المختصة والمهتمين في هذا المجال إعطاء المزيد من الاهتمام لهذا الموضوع، نظراً إلى أهميته القصوى.. والله الموفِّق. محمد سعود يوسف البدر* * سفير سابق