بغداد:«الخليج»نفت مصادر في ميليشيات الحشد الشعبي أنباء عن إطلاق سراح زعيم «فصيل أبو الفضل العباس» أوس الخفاجي، أو تعرضه للتعذيب، بعدما كان اعتقل الجمعة، على خلفية الانتقادات التي وجهها للسياسة الإيرانية. ونقلت قناة روسيا اليوم الإخبارية عن مصادر في الميليشيات أن الخفاجي مازال قيد الاعتقال والتحقيق، ولم يتعرض لأي تعذيب أو اعتداء، لكنها أضافت أنه لم يتعين تاريخ محدد للإفراج عنه. وهددت عشيرة خفاجة التي ينتمي إليها أوس الخفاجي، الجمعة، بثورة شعبية إذا لم يتم الإفراج عنه خلال 24 ساعة، وهي المهلة التي انتهت ظهر أمس السبت.وقامت قوة من ميليشيات الحشد الشعبي باعتقال الخفاجي وهو أحد قيادات الميليشيات المدعومة من طهران، من منطقة الكرادة داخل العاصمة العراقية، وسط أنباء عن تعرضه للتعذيب والإساءة في معتقله، بسبب انتقاداته للقيادة الإيرانية. كما أغلقت الميليشيات 4 مقار تابعة للفصيل الذي يتزعمه الخفاجي.وجاء الاعتقال والاعتداء على الخفاجي بعدما أشار بأصابع الاتهام إلى إيران وجهات موالية لها، بالتورط في اغتيال الناشط والكاتب العراقي علاء مشذوب في كربلاء. كما رفع الرجل سقف الانتقاد لطهران، متحدثاً عن ضرورة رفع السلاح في وجهها في حال شنّت عملاً عدائياً ضد المصالح العراقية.ويقول مراقبون إن التطور الجديد يؤكد دخول الميليشيات المدعومة إيرانياً في حلقة من الصراع الداخلي، تأكل فيها بعضها بعضاً. فالخفاجي الذي عرض خدماته للقتال إلى جانب ميليشيات الحوثي في اليمن، لدعم المخططات الإيرانية في هذا البلد العربي، طالما كان يعلن أن مرجعيته تتمثل في ولاية الفقيه، لكن ذلك لم يشفع له عندما خرج في موقف واحد منتقداً ضلوع جهات تحاول إثبات ولائها لإيران، في حادثة اغتيال ناشط مدني.ويأتي هذا في وقت يتصاعد فيه الغضب ضد ميليشيات الحشد في نينوى، بسبب استهداف قاضي التحقيق في جانب الموصل الأيمن. وروى القاضي سمير برواري ل«العربية.نت» تفاصيل الاعتداء الذي تعرض له من قبل الميليشيات، موضحاً أن عناصر الحشد التابعة للواء 40 (كتائب الإمام علي) اعتدوا عليه، وعلى حمايته، واصفاً ما جرى بأنه صورة من واقع وجود دولة داخل الدولة العراقية.وأضاف أنه وصل إلى نقطة تفتيش رفقة بعض عناصر الشرطة، وعندما بدأ عناصر اللواء في النقطة بالتلفظ بكلمات بذيئة، قال لهم السائق إن هذا الشخص قاض، ويجب أن تحترموه فاستشاطوا غضباً وقاموا بضربه، «كما فتحوا باب السيارة محاولين ضربي أمام أعين عناصر الشرطة المكلفين بحمايتي، والذين لم يتدخلوا خوفاً من عناصر الحشد هناك».
مشاركة :