معظمنا يتذكر معرض المملكة بين الأمس واليوم، الذي انطلق عام (1985م) وبدأ من ألمانيا، وكان رئيس اللجنة للمعرض، الذي انطلق في عدة دول، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أميراً لمنطقة الرياض. وقد أحدث أصداء عالمية واسعة، وحظي باستقبال وترحيب؛ لما كان يشتمل عليه من برامج واسعة في المجالات الثقافية والتراثية والفنية، ومن ذلك الوقت وإلى اليوم انتقلت المملكة نقلة حضارية على كل الأصعدة، وكان نموها سريعاً لفت أنظار المحللين الاقتصاديين وغير الاقتصاديين حتى أصبحت من الدول العشرين الأكبر اقتصاداً. يوم الأحد الماضي، استضفنا في ديوانية كتاب الرأي في الجمعية سعادة الدكتور سعود كاتب وكيل وزارة الخارجية للدبلوماسية العامة، وكان الحديث يدور حول خطة المملكة للدبلوماسية العامة، وهي القوة العامة الثرية، التي تتمتع بها المملكة لبلد غني بالموروث الحضاري، وطريق للجاذبية القوية لثقافتنا، إلى جانب ما تتمتع به المملكة من قوة صلبة اقتصادية وعسكرية في عالم تتدفق فيه المعلومات، ويهدده الإرهاب. اليوم، القوة الناعمة للمملكة مجربة منذ معرض المملكة بين الأمس واليوم، وما حدث من تحولات إيجابية منذ ذلك الوقت حتى اليوم وفي المستقبل يؤكد ذلك.. فقوتنا الثقافية وقيمنا لهما جاذبيتهما، ويجب أن تنعكسا على سياستنا الخارجية ودبلوماسيتنا العامة، ويجب أن نعمل على إبرازهما؛ لتعديل الصورة الذهنية التقليدية بصورة حقيقية عملنا عليها طول السنين الماضية، إضافة إلى ما سنعمله في المستقبل من تحولات في شتى المجالات متوجين ذلك برؤيتنا 2030. اليوم، الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني ونحوها من الفعاليات غير الحكومية لديها قوة ناعمة، تستطيع أن تُحدِث تغييراً إيجابياً في عصر المعلومات والعولمة، فهناك دول حازت إعجاب العالم بإنتاجها العلمي والتكنولوجي وكذلك الموسيقي وفي إنتاج الأفلام، فاستطاعت أن تسوق نفسها بشكل جيد، وأسهمت الثقافة الشعبية والموروث الشعبي والعمالة الوافدة أو المهاجرة بدور كبير في سمعتها العالمية، وأيضاً في تحقيق أحد الأهداف الكبرى للسياسات الخارجية. ويسهم تحسين البيئة وجودة الحياة والسلامة والصحة والعمل التطوعي في تحسين المؤشرات المهمة للقوة الناعمة، التي نستطيع أن نتقدم بها ونبرزها. فعلى سبيل المثال، المملكة لديها جوائز عالمية عديدة، كجائزة الملك فيصل، التي نال كثيرون بعد حصولهم عليها جوائز نوبل، وكذلك فصل التوائم، والإغاثة الإنسانية، والمدن المسجلة في التراث العالمي الإنساني، والسياحة بشتى أنواعها.. إلخ، وغيرها من الخدمات والإسهامات الإنسانية التي نحتاج إلى إبرازها وتسويقها مثلما فعلنا في معرض المملكة بين الأمس واليوم، فاليوم المملكة مختلفة عن الأمس.
مشاركة :