قال مسؤولون قبارصة أمس: إن أعمال تنقيب قبالة الساحل أسفرت عن اكتشاف نحو خمسة تريليونات قدم مكعبة من الغاز، عند الحد الأدنى لنطاق التقديرات التي أعلنتها من قبل شركة أمريكية تباشر أعمال التنقيب في المنطقة منذ عام 2011. وبحسب "رويترز"، فإن نوبل إنرجي التي مقرها في تكساس تملك امتيازا في حقل غاز جنوبي قبرص الجزيرة الواقعة في شرق البحر المتوسط وبالقرب من منطقة اكتشفت فيها كميات كبيرة من الغاز في المياه الشرق أوسطية، وفي 2011 أعلنت الشركة أنها تتوقع اكتشاف ما بين خمسة وثمانية تريليونات قدم مكعبة من الغاز في امتيازها القبرصي أفروديت. وقال وزير الطاقة القبرصي يورجوس لاكوتريبيس للصحفيين: من المهم أن نوضح من البداية أنه رغم الحجم المنخفض للكميات التي نعلنها اليوم مقارنة بتقديرات 2011 فإن الاحتياطيات المكتشفة تؤكد وجود احتياطي مهم من الغاز الطبيعي. وتراهن قبرص الغارقة في أزمة اقتصادية على استغلال سريع لمخزونها الغازي الذي تعتبره خشبة خلاصها على الرغم من ضغوط تقنية وجيوسياسية كبرى، حيث أكد رئيس مجلس إدارة شركة المحروقات الوطنية تشارلز إيليناس أن كل شيء يتقدم جيدا. "الوضع الاقتصادي القبرصي مريع لكن ذلك لا يؤثر في تطوير حقولنا الغازية. المخزون المرصود في مياه الجزيرة المتوسطية يبلغ 30 ألف مليار قدم مكعبة من الغاز". ومن أجل استغلال الغاز ونقله ليدر عائدات تصل إلى مئات مليارات اليوروات قررت نيقوسيا بناء منشأة تسييل في فاسيليكوس جنوبي الجزيرة، وأوضح إيليناس "نعتقد أننا سنتخذ قرار الاستغلال النهائي عام 2015. هذا يعني أننا سنبدأ بناء المعمل في مطلع 2016، وسنصبح جاهزين لبدء تسليم الغاز إلى قبرص في أواخر 2018-مطلع 2019، وبدء التصدير في أواخر 2019-مطلع 2020". لكن مختصين اعتبروا أن هذا الجدول الزمني متفائل جدا، وهو ما أشارت إليه المحللة فيونا مولن بالقول: إن هذا الأمر سيستغرق أكثر بكثير من جميع التوقعات الرسمية. في أي حال، لا يمكن بناء معمل لتسييل الغاز في عامين أو ثلاثة، وما تحاول الحكومة فعله هو إبقاء الأمل لدى المواطنين، فيما تغرق البلاد في الجمود والبطالة بعد اضطرارها للموافقة على شروط قاسية مقابل مساعدة مالية أوروبية، مضيفة أنه اعتبارا من قرار الاستغلال النهائي الذي سيتخذ بعد عامين إن كنا متفائلين، فستحتاج قبرص إلى عشرة أعوام لبناء معملها. فيما اعتبر مختص المحروقات الفرنسي في قبرص بيار جوديك أن الغاز أمل، أكثر مما هو خشبة خلاص حتى الآن، "فمهلة السنوات السبع المطروحة تبدو فائقة التفاؤل لي، لأن الصورة العامة لم تتضح بعد، ولن يتم تطوير الغاز القبرصي بدون الأخذ في الاعتبار كثيرا من المتغيرات".
مشاركة :