فهد العثمان... أضواء في كل زاوية

  • 2/11/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لم تكن مداخلة أو سيرة ذاتية أو شهادة خاصة ما قاله الدكتور فهد العثمان رئيس جامعة الشرق الأوسط الأميركية للخريجين في كلمته التي نشرتها «الراي» أمس واستعرض فيها تجربته الشخصية في «ديرة الخير والمؤسسات». كانت ضوءاً في كل زاوية من زوايا النفق رداً على السؤال الدائم: أما من ضوء في نهاية هذا النفق؟لم ينتظر نهاية النفق ولم يؤمن انه دخل النفق أساساً. قال بتوثيق واقتدار إن اليأس والضعف والاستسلام والاحباط والعجز كلها محركات كامنة فينا تحكم وتتحكم، وإن الأمل والقوة والشجاعة والإقدام والإرادة محركات كامنة فينا أيضاً تحكم وتتحكم... إنما الفارق هو بين من يقود هذه المحركات وفي أي وجهة وبأي أسلوب.المثل الفرنسي الشهير يقول «الرجل هو النظام»، وفهد العثمان يعتبر أن الانسان هو النظام. من أم تزوجت وانجبت وتطلقت وهي في عمر البراعم لا الورود، ومن جدة ربّت ابنتها المطلقة وحفيدها شبه اليتيم، ومن والد استعاد ابنه إلى عرينه خوفاً من «كلام الناس» وبشروط الزوجة الثانية... أنظمة كثيرة انتظم فيها هذا القادم من حضن أمه الصغير إلى حصن المعاناة الكبير، لكنه فرض نظامه هو. الضربة التي لم تكسر ظهره لم تقوّه فحسب كما قال عمر المختار بل راكمت طاقة تحد أثبتت الأيام انها تكفيه وتفيض توزيعاً على أسرته وأصحابه وزملائه في العمل... واليوم على آلاف الخريجين الذين يشكلون النجوم المرصعين لفضائه.يهدي فهد العثمان تجربته إلى وطنه، دمعة أمه لم تذهب هدراً قبل خمسين عاماً، ودموع التراب بعد المحن والغزوات لم تذهب هدراً بل ذهبت فخراً بصورة كل شهيد، ودموع المعاناة في مسيرة كل من شعر بظلم لظروف اجتماعية وشخصية لم تذهب هدراً بل أغنتها تجربة المؤسسات التي سبقت الكويت فيها دولاً متقدمة. لم يفتقد الواسطة فحسب بل «لم يكن عندي أحد، لا عندي ابو ولا عم ولا خال ولا عزوة ولا عندي احد ولا مديت يدي لأحد»... مدّ يده إلى قلبه مؤمناً ببلده وبمؤسساته، ومدّ قلبه الى حاضره متصالحاً معه ومهدياً تجربته لآلاف الشبان الذين ما زال الطريق أمامهم أطول من الطريق الذي خلفهم.

مشاركة :