قصة إنجاز وطني جديد سطرتها جمعية «مهندسون بلا حدود – الكويت» بشغف وحب كبيرين، إنها وبحق قصة عطاء تجسدت في مشروع «إعادة تأهيل ممشى منطقة الجابرية» الذي تم افتتاحه أخيراً. وهو مشروع تنموي بيئي رياضي عكف على تصميمه وتنفيذه المهندسون والمهندسات الذين قرروا التطوع والمشاركة في تحقيق جزء من الأهداف التنموية المستدامة هنا في الكويت. لم يكن «تأهيل وتطوير ممشى الجابرية» المشروع الأول ولن يكون، فهو واحد من مشاريع تنموية متعددة نفذتها «مهندسون بلا حدود – الكويت» في الديرة ومنها «بيت»، «التحدي»، «بلا عوائق» وغيرها الكثير، إلى أن لهذا المشروع نكهة خاصة فجميل أن ترى السعادة على وجوه أهالي المنطقة وغيرهم من المواطنين وهم يتابعونك وأنت تقوم بتنفيذ أعمال هندسية قمت بتصميمها ووضعت خطط تنفيذها، ويسعدك أنك تراهم سعداء بجهود شباب الكويت التي تحقق شيئا من أحلامهم بوجود هذا الممشى الذي انجز بمواصفات ومعايير جعلته صديقا للبيئة بامتياز. قصة العطاء هذه في الأسطر التالية التي توثق المشروع وما قمنا به حتى أصبح الحلم حقيقة.لماذا ممشى الجابرية؟تم اختيار ممشى منطقة الجابرية لتنفيذ المبادرة، انطلاقا من أهميته وموقعه المميز وكثرة رواده، وبعد دراسته تبينت حاجته الماسة لاعادة التأهيل والتطوير، وقد قام فريق العمل الهندسي ببحث ميداني على ممشى مناسب ويستدعي العمل على تحسينه وإصلاحه وذلك بالحضور الشخصي، واجريت مقابلات مباشرة مع الجهات المختصة لبحث التعاون مع الجهات المسؤولة عن الممشى الذي يتم اختياره. كما قام أيضا فريق العمل باختيار الحلول المناسبة لكل مشكلة موجودة في الممشى بابتكار الأفكار الإبداعية التي من شأنها توفير عناصر بيئية مستدامة داخل الممشى، ووضع جدول تنفيذ الأعمال بخطة زمنية مدروسة لضمان إتمام المشروع على أكمل وجه.فكرة المشروعتجسدت الفكرة بدعم استراتيجي من وزارة الدولة لشؤون الشباب وتعاون رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية الجابرية، وتتمحور هذه الفكرة بتطبيق مبادرة هندسية تعيد تأهيل الممشى كونه أحد أهم المتنفسات للأهالي، وتنفيذه من خلال تصنيع بعض العناصر التي يحتاجها الممشى باستخدام مواد معاد تدويرها بصور جميلة ومفيدة، بالإضافة الى صيانة المرافق الموجودة داخل الممشى وتأهيلها للاستخدام من قبل رواد الممشى مثل صناعة عدد من الكراسي وإعادة تخطيط الأرضية وتنفيذ لوحات تضم رسائل نصائح إرشادية لمرتادي الممشى، وزراعة الأشجار المتوافقة ومتطلبات البيئة المحلية. أهداف المشروعأما أهداف المشروع فتمثلت في خلق بيئة نظيفة جميلة ومريحة لرواد الممشى والاستفادة من المواد غير المستخدمة وإعادة تأهيلها واستخدامها بصور جميلة ومفيدة، تسخير الطاقات الشبابية والاستفادة من جوانب الإبداع والابتكار لديهم في تصميم وتنفيذ الأعمال، تعزيز الجوانب البيئية من خلال التخضير وغيره من العناصر التي تدعم البيئة المستدامة، تعزيز الجوانب الوطنية لدى الشباب من خلال الحفاظ على البيئة داخل الكويت ودعوة المجتمع الكويتي إلى الاهتمام بالصحة من خلال الرياضة.مراحل العملتم التركيز على الجانب البيئي أثناء توزيع الأعمال والمهمة ومن ثم تنفيذها وتصنيع بعض المرافق التي يحتاجها المشروع باستخدام مواد معاد تدويرها، مثل: صناعة الكراسي من براميل تم صبغها، وتصنيع أحواض المزروعات باستخدام أخشاب معاد تصنيعها، تنفيذ مراجيح على أشجار الممشى من مواد معاد استخدامها، إعادة تصنيع وتزيين البوابتين الرئيسيتين، إنشاء مواقف للدراجات الهوائية باستخدام البراميل وتصنيع عدد من الألعاب لمرتادي الممشى.وأما صيانة وإعادة تأهيل المرافق الموجودة فتمثلت في صيانة الكراسي الموجودة بالممشى وإعادة صبغها، تخطيط أرضية الممشى وتنظيفها، صيانة أقواس الإضاءة واستبدال قواعد الإنارة التالفة بجديدة واللمبات بأخرى موفرة للطاقة، وكذلك استبدال الحماية الخاصة باللمبات من الأمطار وتقلبات الطقس بأخرى جديدة، إعادة صبغ سور الألعاب، تصميم وتصنيع لوحات تضم رسائل إرشادية ونصائح لمرتادي الممشى باللهجة المحلية واللغة الانكليزية. وقبل البدء بأي عمل من هذه الأعمال تم وضع مخطط خاص بالتعديلات والإضافات على الممشى الجديد مع مراعاة متطلبات مشروع وزارة الأشغال العامة لتطوير الطرق المحاذية للمشى. قصة الممشىتتمثل قصة الممشى من خلال المقابلات الشخصية مع مسؤولي الجهات المختصة والأعمال المنفذة بالتعاون معها، بالخطوات التالية:● تمت زيارة رئيس جمعية الجابرية التعاونية السابق السيد حسين دشتي، وذلك لعرض وشرح فكرة المشروع ومن ثم طلب التعاون المباشر لتسهيل سير عمل تطوير الممشى.● زيارة المهندس عبدالمحسن غلوم خاجة – مدير إدارة التنفيذ والصيانة في الهيئة العامة لشؤون الزراعية والثروة السمكية، وذلك لاعتماد الأفكار والحلول التي تم اختيارها، على أن يتم تطبقها في الممشى، وأتت هذه الزيارة بثمارها من خلال الأخذ بالنصائح والإرشادات اللازمة لتطبيق هذا المشروع.● لقاء مختار منطقة الجابرية موسى الموسى، وذلك لطرح فكرة المشروع، والهدف الأساسي من هذه الزيارة هي دعوة أهالي المنطقة والأطفال للمشاركة بفعاليات المشروع وخلق بيئة جميلة في الممشى. ● لقاء مدير عام الهيئة العامة للطرق والنقل البري الأسبق المهندس أحمد الحصان، ولذلك لشرح موضوع المبادرة وطلب تسهيل الإجراءات لإنجاز الممشى الجديد بأسرع وقت ممكن. ● لقاء رئيس جمعية الجابرية الحالي المهندس عبدالهادي غضنفري كون الجمعية الجهة المسؤولة عن الممشى الذي تم اختياره في المشروع، ومن خلال هذه الزيارة تم تجديد التعاون المشترك وبحث سبل التعاون الممكنة من توفير ورشة خاصة لفريق المشروع وتلبية بعض الاحتياجات الأخرى التي تتمكن منها الجمعية. ● لقاء رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للشؤون الزراعة والثروة السمكية الكويتية الشيخ محمد اليوسف، وذلك لطلب عدد من الأشجار لتتم زراعتها في الممشى للتخضير ولخلق نوع من التظليل لمرتادي الممشى، وعلى أن تتم زراعة «كف مريم» والأشجار الأخرى في شهر أكتوبر وهو الموسم الرسمي للزراعة. ● عقد اجتماع مع الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية بحضور السيدة ليلى أبل والمهندس إسحاق حيدر وبعض قياديي الهيئة، وهذا الاجتماع تم فيه بحث التنسيقات وتحديد المعوقات لحلها وتخطيها ليتم تخضير الممشى حسب الخطة الزمنية المتفق عليها. ● تمت مراسلة ومتابعة كل هذه الجهات لانجاز الأعمال التي يتفق عليها بخطة حثيثة، حيث تم صب الممشى الجديد بالتعاون مع الهيئة العامة للطرق والنقل البري، وتمت زيارة الممشى بعد قيام الهيئة العامة للطرق والنقل البري بصب الجزء الجديد في الممشى زيارة تفقدية لتقييم أوضاع الممشى والتعليق على تعديلات وزارة الأشغال والإشراف عليها، وبالتعاون مع الجمعية تمت مراسلة وزارة الكهرباء والماء لإنارة الممشى حيث أخذت موافقتهم لإزالة عدد من عواميد الإنارة التي تعيق صب جزء من الممشى الجديد، وبعد أن تم إخلاء طرف وزارة الكهرباء والماء تمت إزالة عواميد الإنارة ليتم إنهاء أعمال صب الممشى الجديد. وبالتعاون مع الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية، تمت زراعة جانبي الممشى والمنطقة الوسطى بينهما بمزروعات متنوعة مثل شجرة كف مريم وشجرة النيم. وتمت إزالة الأنقاض وترتيب الأسطح الرملية القريبة من الممشى بالتعاون مع وزارة الأشغال.
مشاركة :