أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية، عادل الجبير، أن التحقيقات ما زالت مستمرة لمعرفة مكان جثة الإعلامي السعودي جمال خاشقجي. وتابع الوزير أن النائب العام السعودي يعمل على محاولة كشف تلك الحقيقة، مبينًا أنه طلب من تركيا الأدلة وسألهم عدة مرات رسميًا من خلال القنوات القانونية الرسمية لتقديم الأدلة. وقال الجبير في لقاء مع البرنامج الأمريكي الشهير ” Face the Nation “، إن وفاة جمال خاشقجي مأساة كبيرة، ارتكبها موظفون تصرفوا خارج نطاق سلطتهم، والملك أمر بالتحقيق، وأدى ذلك إلى اعتقال عددٍ من الأفراد، ووجهت الاتهامات إلى 11 من هؤلاء الأفراد، وبدأت المحاكمات: ” لقد قلنا إننا نحقق، وسنحمّل المسؤولية للمتورطين في القضية وسوف نعاقبهم، وعلى الجميع الانتظار حتى تنتهي العملية القانونية ثم الحكم علينا، وألا يحكموا علينا قبل انتهاء التحقيقات والعملية القانونية كاملة. ” وأضاف الوزير أن موقف الرئيس الأمريكي ووزير الخارجية كانت واضحة للغاية، وأكدوا أنه لا أدلة، ولا يوجد أي دليل يشير إلى وجود علاقة لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بهذه القضية، مشيرًا إلى أن هناك اتصالات مستمرة من قِبل القنوات الاستخباراتية السعودية مع الاستخبارات الأمريكية. وقال عن تقرير صحيفة ” نيويورك تايمز ” الأخير: ” لا يمكنني التعليق على تقرير مستند إلى مصادر مجهولة بشأن مقتل خاشقجي، وأن الكثير من التقارير ظهرت خلال الشهرين أو الثلاثة الأخيرة، والتي تبين عدم صحتها، وتبين أنها كانت خاطئة. ” وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن سمو ولي العهد لم يكن على علم بذلك، ولم يكن أحد في المملكة على علم بهذه الجريمة باستثناء الأشخاص الفاعلين، مضيفًا ” لذلك قلنا بقدر ما نعرف إنه ترك القنصلية من خلال الباب الخلفي تبين لاحقًا أن ذلك غير صحيح عندما طلب الملك إجراء تحقيق، وبدأت النيابة التحقيق، وأشار النائب العام إلى أن هناك خطأً ما، فتم إيقاف المسؤولين في هذه القضية، وإخضاعهم للتحقيقات، واعترفوا أنهم قاموا بعملية القتل. ” وأضاف الجبير أن السعودية فعلت الصواب، واعترفت بالحادثة كما اعترفت بأن المتورطين يعملون في الحكومة السعودية، واعترفت أيضًا بأنه ليس لديهم أي سلطة للقيام بذلك، وتم إيقافهم، وتتم محاكمتهم. كما أكد الجبير أن المملكة لا علاقة لها بفضائح مؤسس أمازون، وأن المملكة ليست متورطة في معركة شركة ” أميركان ميديا ” ومؤسس أمازون جيف بيزوس (55 عامًا)، واصفًا ذلك بالمسلسلات التلفزيونية التي لا تنتهي. وردً على سؤال بشأن مساعي بعض النواب في الكونجرس الأمريكي ضد المملكة بسبب حربها ضد الانقلابيين الإرهابيين في اليمن، وقضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، قال ” الجبير “: ” المشرّعون الأمريكيون يوفرون الذخيرة الحية للحشود المطالبة بالموت لأمريكا. ” وأعرب ” الجبير ” عن ” استغرابه ” من تحركات ومطالبات النواب الأمريكيين، وقال: ” أجد أن الأمر غريب للغاية أن يحاول بعض أعضاء الكونجرس إبعاد الحلفاء مثل السعودية والإمارات، الذين يحاولون الرد على مجموعات إرهابية مدعومة من إيران وحزب الله. ” كما هاجم الوزير، جماعة الانقلابيين الحوثيين في اليمن؛ متهمًا إياها بالتسبب في الأزمة الإنسانية هناك، مؤكدًا أن المملكة قدمت -حتى الآن- ما يقرب من 13 مليار دولار مساعدات إنسانية إلى اليمن على مدار الأربع سنوات الماضية؛ مجددًا التزام المملكة بالاستمرار في تقديم المساعدات الضرورية إلى الشعب اليمني. وأضاف ” الجبير “: ” نحن الطرف الذي يقدم الكم الأكبر من المساعدات الإنسانية ومساعدات الإغاثة إلى اليمن، مقارنة بأي دولة في العالم. “