بثت الصفحة الفارسية لوزارة الخارجية الأمريكية على «تويتر»، أمس، مقطع فيديو لوزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، يفيد بأن الإدارة الأمريكية تدرس وضع أبناء المسؤولين الإيرانيين وإقامتهم داخل الولايات المتحدة الأمريكية. وأضاف بومبيو، في مقطع الفيديو، أن الإدارة الأمريكية تشعر بالانزعاج بسبب سلوك المسؤولين الإيرانيين الذين يهاجمون الولايات المتحدة ليل نهار، ويصفونها بـ«الشيطان الأكبر»، ومع ذلك يرسلون أبناءهم للتعلم في أمريكا والإقامة فيها. وقد جاء تعليق بومبيو حول إقامة أبناء المسؤولين الإيرانيين في أمريكا ردًا على متسائلين عن سبب صمت الإدارة الأمريكية إزاء وجود أبناء المسؤولين الإيرانيين في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن هؤلاء المسؤولين يسرقون أموال الشعب الإيراني الطيب والكادح، لكي يرسلوا أبناءهم للحياة والتعلم في الولايات المتحدة بدلا من العمل على توفير حياة كريمة للإيرانيين حتى لا يضطر الإيرانيون للهجرة إلى الولايات المتحدة، حسب قول بومبيو. وكان براين هوك، رئيس مجموعة العمل الخاصة بإيران في الخارجية الأمريكية، قد أعلن في ديسمبر الماضي، أن واشنطن تبحث طرد أبناء مسؤولي النظام الإيراني الذين يدرسون ويعملون في أمريكا، وذلك بعد حملة أطلقها نشطاء إيرانيون اتهموا فيها هؤلاء الأفراد بالتعاون مع لوبيات نظام طهران في الولايات المتحدة. وقال هوك: «إن الإدارة تتابع بجدية مسألة طرد أبناء هؤلاء القادة الذين يهتفون بالموت لأمريكا لكنهم يرسلون أبناءهم للدراسة والعمل في الدولة التي يصفونها بـ(الشيطان الأكبر) وذلك بأموال الشعب الإيراني». وأضاف هوك: «بدأنا العمل على هذه المسألة.. بالطبع لا يمكننا الحديث عن ملفات هؤلاء الأشخاص والمناقشات حول السياسة الداخلية». وأن واشنطن «تحرص على استخدام جميع الخيارات للضغط على الأشخاص المنافقين والفاسدين في النظام الإيراني لتغيير سلوكهم». وكانت عائلات أمريكية يقبع أبناؤها في السجون الإيرانية، قد طالبت الرئيس دونالد ترامب بإلغاء تأشيرات أبناء المسؤولين الإيرانيين المقيمين في الولايات المتحدة ردًا على سلوك النظام الإيراني. تجدر الإشارة إلى أن صحيفة «واشنطن تايمز» نشرت تقريرًا في وقت سابق من العام الماضي، تضمّن قائمة بأسماء مسؤولين إيرانيين يسبون أمريكا ويرسلون أبناءهم للتعلم فيها، وعلى رأس هؤلاء علي لاريجاني، رئيس البرلمان الإيراني، الذي وصف الولايات المتحدة بأنها «تهديد للعالم بأسره»، لكن ابنته فاطمة أردشير لاريجاني، تعيش آمنة في أوهايو، حيث أكملت مؤخرًا السنة الأولى من إقامتها لدراسة فرع الطب الداخلي في مستشفيات جامعة كليفلاند التي صنفتها مجلة «يو إس نيوز آند وورلد ريبورت» ضمن أفضل الجامعات في البلاد. كما ضمت القائمة ابن حسين فريدون، شقيق الرئيس ومساعده الخاص، وهو علي فريدون، الذي يشغل منصب كبير المهندسين في شركة تدريب في نيويورك. أما معصومة ابتكار، نائبة الرئيس الإيراني حسن روحاني لشؤون المرأة، والمعروفة باسم «الأخت ماري»، حيث كانت المتحدثة باسم محتجزي الدبلوماسيين الأمريكيين كرهائن عقب ثورة 1979، فأرسلت ابنها عيسى هاشمي ليدرس الدكتوراه في علم النفس في جامعة شيكاغو. والمسؤول الآخر الذي ذكرته الصحيفة هو علي نوبخت، النائب عن العاصمة طهران في البرلمان، وهو شقيق محمد باقر نوبخت، المتحدث باسم الحكومة، والذي أرسل ابنه إحسان نوبخت ليعمل أستاذًا مساعدًا في جامعة جورج واشنطن، وابنته نيلوفار نوبخت لتدرس في نفس الجامعة. اللافت في علاقة المسؤولين الإيرانيين بالولايات المتحدة ليس فقط إصرارهم على تعليم أبنائهم في بلاد الشيطان الأكبر، ولكن عددًا غير قليل من هؤلاء المسؤولين هم في الحقيقة خريجو الجامعات الأمريكية، ويأتي على رأسهم: وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف نفسه، وهو حاصل على البكالوريوس والدراسات العليا في جامعة سان فرانسيسكو الحكومية وجامعة دنفر. كما أن ابنه مهدي درس في جامعة سيتي في نيويورك، ثم عاد إلى إيران في عام 2013. وكذلك علي أكبر صالحي، رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، وسلف ظريف كوزير للخارجية، وقد حصل على درجة الدكتوراه في الهندسة النووية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وسيد حسين موسويان، وهو مفاوض نووي سابق شغل عددًا من المناصب بوزارة الخارجية في النظام، فقد حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة من جامعة ولاية ساكرامنتو، وهو محاضر اليوم في برينستون.
مشاركة :