قال الكاتب الأميركي دانيال برومبرج، إن محاولات أميركا الدائمة لإقامة تحالفات في الشرق الأوسط لاقت فشلاً مستمراً؛ لأسباب أبرزها المصالح المتصارعة لدوله. مشيراً إلى أن منطق إقامة التحالف يعتمد على تنحية المشاركين فيه خلافاتهم جانباً من أجل مواجهة عدو مشترك.وأضاف الكاتب في مقال نُشر على موقع «لوب لوج» الأميركي، أن إنشاء واشنطن تحالفاً بالمنطقة يفترض أن دوله متفقة على عدو مشترك، وأن الأعباء المالية لصيانة هذا التحالف لن تُوزّع بالتناسب وفق أحجام دوله، وهو أمر اعتبره الكاتب مناقضاً لطبيعة التحالفات الناجحة، التي فيها تتحمل الدول الأقوى حصة أكبر من التكاليف المالية للدول الأصغر. وتابع الكاتب أنه في ضوء تلك المعطيات، من المتوقع أن تفشل جهود وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لإنشاء ما أسماه «التحالف الاستراتيجي في الشرق الأوسط»؛ لهذه الأسباب: أولاً: لأن دوله ليست متحدة في اعتبار إيران التهديد الرئيسي للمنطقة، وثانياً والأهم: هو أن الرئيس الأميركي ترمب يرفض فكرة قيادة واشنطن أو تحمّل العبء الأكبر من فاتورة هذا التحالف، بل إنه يفضّل تمرير تكلفة وإدارة التحالف لدول الخليج وإسرائيل وتركيا ومصر. أكد الكاتب أن نهج ترمب المناهض لقيادة التحالفات قد نفّر زعماء الدول الأجنبية من التقارب مع الرئيس الأميركي في هذا الشأن، متوقعاً فشل جهود وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون لاحتواء الضرر الذي يُحدثه رئيسهم المهتم فقط بأموال حلفاء واشنطن. رغم ذلك -يتابع الكاتب- فإن بومبيو أكد وقوف بلاده إلى جانب حلفائها ضد إيران وتوسّعها في الشرق الأوسط، لكنه يتجنب في الوقت ذاته ذكر الانتهاكات الإنسانية التي ينفّذها التحالف السعودي-الإماراتي ضد اليمن. وذكر الكاتب أنه بشكل مجمل، لم تعد دول المنطقة تصدّق الوعود التي تقطعها أميركا على ألسنة مسؤوليها. وأشار إلى أن انسحاب أميركا من المنطقة لم يؤثّر على دول الخليج فقط، ولكن على إسرائيل أيضاً، التي اضطُرت إلى التدخل في سوريا لمواجهة نفوذ إيران هناك. وأضاف الكاتب أن أميركا عملت في اتجاه موازٍ يهدف إلى تعزيز العلاقات بين إسرائيل من ناحية والسعودية والبحرين والإمارات وعُمان من ناحية أخرى.;
مشاركة :