«الحوار العالمي»: الإمارات أصبحت لاعبـاً رئيساً في السعادة وجودة الحياة

  • 2/11/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دعا المشاركون في الحوار العالمي للسعادة وجودة الحياة إلى ضرورة العمل على مأسسة السعادة وجودة الحياة في السياسات الحكومة، والاستفادة من الخبرات التي قامت بها العديد من الدول في تحويل السعادة وجودة الحياة إلى نهج ثابت، وفي مقدمتها دولة الإمارات التي أصبحت لاعباً دوليا رئيساً في هذا المجال، من خلال دعوة الحكومات المهتمة للقاء بشكل سنوي في دبي، خلال القمة العالمية للحكومات، وللانضمام إلى التحالف العالمي للسعادة وجودة الحياة مع المجلس العالمي للسعادة. وأكد المشاركون في الحوار الذي أقيم ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات، أن دولة الإمارات لعبت دوراً رائداً في جمع القادة، فيما يتعلق بنشر السعادة وجودة الحياة ضمن السياسات الحكومة، مما دفع كثيراً من الدول إلى مراجعة الناتج المحلي الإجمالي لها، والنظر إلى جودة الحياة باعتبارها مفهوماً يمكن تحقيقه، مشيدين بتعيين الإمارات وزيرة للسعادة وجودة الحياة لدمج مسار السعادة ضمن الإجراءات التشغيلية للهيكل الحكومي، وهو ما يمكن أن يصبح على المدى البعيد أسلوباً تقليدياً في طبيعة العمل الحكومي. وشارك في الحوار الذي شهد إطلاق التقرير العالمي لسياسات السعادة وجودة الحياة 2019، جيفري ساكس مدير شبكة حلول التنمية الاستدامة بالأمم المتحدة، ومعالي عهود الرومي وزير دولة للسعادة وجودة الحياة، وجون هيليويل، أستاذ فخري في جامعة كولومبيا البريطانية، كندا، وماريا ليتاو ماركيز، وزيرة شؤون الرئاسة والتحديث الإدارة في البرتغال. ودعا المشاركون إلى أهمية تعزيز السعادة بالسياسة العامة، لافتين إلى إطلاق دولة الإمارات كلاً من المجلس العالمي للسعادة وجودة الحياة والتحالف العالمي للسعادة وجودة الحياة؛ بهدف معين يتمثل في تحديد أفضل ممارسات السعادة لدى الحكومات والشركات والمدارس وتخطيط المدن والأنظمة الصحية، وغيرها من المؤسسات في المجتمع. نموذج الإمارات وأكد ساكس أن التقرير يجيب عن العديد من الأسئلة الدائرة حول: لماذا تبدي الحكومات حول العالم جل اهتمامها بالسعادة وجودة الحياة؟ وما السبب الذي يجعل بعض الدول تلحق بالتحالف العالمي للسعادة وجودة الحياة الذي أطلقته دولة الإمارات العربية المتحدة؟ مشيراً إلى أن التقرير يهدف إلى المساعدة في إعادة توجيه أهداف ومحتوى السياسات الحكومية من أجل زيادة جود الحياة المنصفة والمستدامة. ولفت ساكس، خلال الحوار العالمي، إلى أن دولة الإمارات تنجز الكثير في تحقيق السعادة، وتعتبر نموذجاً للحكومات الأخرى لأخذ السعادة وجودة الحياة على محمل الجد، وأن يكون ذلك على جدول اهتماماتها، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تكثف جهودها المشتركة مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وشبكة حلول التنمية المستدامة خلال هذا العام في العديد من المحافل حول العالم، وفي مقدمتها القمة العالمية للحكومات، ويوم السعادة العالمي في الأمم المتحدة في نيويورك وفي منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بباريس في شهر أكتوبر المقبل، موضحاً أن الطموح المشترك لهذه الأطراف يتمثل في استفادة الحكومات من النتائج التي توصل إليها التقرير العالمي لسياسات السعادة وجودة الحياة والانضمام للتحالف العالمي للسعادة وجودة الحياة الذي يواصل توسعه. وقال: إن المبادرات التي تطلقها الحكومات في مجال السعادة مهمة، ونحن نحاول معرفة الأسباب لإيجاد حل والنظر فيما يتم إنجازه في مختلف قطاعات الصناعة في أماكن العمل والتربية والتعليم والحكومات وفهم ما يمكن تحسينه من خلال دمجها في مناهج التعليم. كما دعا إلى تعاون السلطات في هذا المجال، فالمدارس يجب أن تأخذ على محمل الجد التدريب على السعادة، والتأكد من أن تعلم الأطفال القيم الاجتماعية وقيم التعاون والسلوك الحسن الذي يساعدهم على السير قدماً في الحياة، مشيراً إلى أن ذلك لا يساعد فقط على تكيف الأطفال، وشعورهم بسعادة أفضل، ولكنه يُحسن الأوضاع في المدارس والبرامج التعليمية. تحول تفكير الحكومة من جانبها، أكدت معالي عهود الرومي، أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات كانت واضحة في توجيهاتها فيما يتعلق بقياس مؤشر السعادة وجودة الحياة لدى المجتمع الإماراتي، وتأكيدها أن دور الحكومة يتمثل في إيجاد بيئة تساعد الأفراد على إيجاد سعادتهم، الأمر الذي أسهم في تحول تفكير الحكومة بمسار وضع سياساتها وبرامجها. وأوضحت أن رسالة الإمارات في القمة العالمية للحكومات تهدف إلى تحويل العالم إلى مكان تعمه السعادة، مشيرة إلى أننا لسنا بمفردنا في هذا الرحلة، فكثير من دول العالم يفكرون في السعادة وجودة الحياة ويتطلعون تطبيقها، وهناك العديد من التجارب في مختلف بلدان العالم المتقدمة والناشئة، ولفهم هذا الموضوع عملنا مع شركاء عالميين، وبادرنا لإنشاء المجلس العالمي للسعادة وجودة الحياة للمساعدة على فهم هذا الموضوع وتوفير أدوات عملية، لافتة إلى أن التقرير يشكل مصدراً مهماً لجهة المعلومات، بما يتضمنه من الأمثلة والأفكار التي تساعدنا على تحسين جودة الحياة. صياغة مستقبل الحكومات وقالت معاليها، إن القمة العالمية للحكومات تشكل منصة لصياغة مستقبل الحكومات الذي يرتكز على جودة الحياة، مشددة على أن جودة الحياة لا تقتصر فقط على قطاعات التعليم والبنية التحتية والصحة، بل يجب أن تكون جوهر كل قطاع، مشيرة إلى أننا نحاول في الإمارات نشر مفهوم جودة الحياة في كل نظمنا وفي كل سياستنا، فلدينا موظفون معنيون بالسعادة وجودة الحياة في كل مؤسسة وفي كل قطاع، وقد وضعنا أدوات لتحليل السعادة ومنافع جودة الحياة وتكلفة الرفاه، ونحاول أن نقيم التعاون مع مختلف القطاعات للنظر إلى السعادة وجودة الحياة من منظور شامل، ومن خلال استراتيجية شاملة للسعادة وجودة الحياة تحدد الأدوار لكل مؤسسة. وأضافت أن الإمارات بدأت العمل مع شركاء من مختلف دول العالم، وأنشأت المجلس العالمي للسعادة، مؤكدة أن التقرير العالمي للسعادة يشكل مصدراً مهماً بالنسبة للإمارات، فهو يعطينا الكثير من الأمثلة والأفكار التي تساعدنا على تحقيق السعادة في بلدنا. ويحدد التقرير ثلاثة عوامل تسهم في وضع السعادة وجودة الحياة على رأس أولويات أجندة السياسة العامة، ويأتي في مقدمة هذه العوامل إدراك غالبية الدول أن النمو الاقتصادي وحده ليس كافياً لتحقيق السعادة، أما العامل الثاني فيبين علم النفس أنه يمكن قياس السعادة وجودة الحياة ودراستهما بدقة، أما العامل الثالث، فيتمثل في وجود سياسات عامة وجديدة وفعالة لرفع مستوى جودة الحياة المجتمعة. ويستند التقرير العالمي لسياسات السعادة وجودة الحياة هذه إلى الفكرة القائلة، إنه لا ينبغي ترك مهمة السعي لتحقيق السعادة للأفراد أو السوق وحدهما، بل يجب أن تكون السعادة وجود الحياة الشغل الشاغل الأكبر للمجتمع ككل، بما في ذلك الحكومات والشركات والمدارس وأنظمة الرعاية الصحية، وغيرها من قطاعات المجتمع. جعل السعادة وظيفة محورية من جهته، قال البروفيسور جون هيليويل، الإمارات تسعى لجعل السعادة وظيفة محورية ضمن الأعمال والأنشطة اليومية وهذا مهم جداً، من أجل أن يفكر الجميع بأن يصبح وزيراً للسعادة في وظيفته، منوهاً بتصدر الإمارات مؤشر السعادة على صعيد المنطقة. وقال إنه يعمل في هذا المجال منذ 20 عاماً، ودوماً يجد عوامل تؤثر على الاكتئاب والسعادة، لافتاً إلى أن العاملين الأكثر أهمية لتحقيق السعادة كانا التواصل الاجتماعي والشعور بالانتماء، فهما المصدر الأول للأمل، لافتاً إلى أن هناك دراسة أُجريت منذ سنوات عدة تبين أن الأشخاص الذين اعتبروا أنفسهم غير سعداء انتحروا بعد سنوات عدة.

مشاركة :