أبها 30 ربيع الآخر 1436 هـ الموافق 19 فبراير 2015 م واس افتتح المشرف العام على مركز التراث الوطني العمراني بعسير الدكتور مشاري النعيم أمس فعاليات مشروع " عسير حلة العمران " الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار بقرية العكاس في مدينة أبها, بحضور القنصل الألماني آنيت كلينت، والملحق الثقافي بالقنصلية الفرنسية الدكتور لويس بنيل وعدد من الباحثين والأدباء والمثقفين والفنانين المهتمين بالتراث في العالم . وفي بداية الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة ألقت رئيسة قسم كلية العمارة في جامعة دار الحكمة الدكتورة آنا كلينغمان كلمة قدمت خلالها شرحاً موجزاً عن فكرة المشروع, مبينة أنها سعت لإيجاد حوار فعال يصب في كشف الستار عن تراث عسير والأخذ بما يحتويه ماضيها المهجور للسعي إلى بناء مستقبل هادف ذو معنى، من خلال دمج رزانة وحكمة الماضي مع الاتجاهات الفنية الحديثة والتكنولوجيا، لجعل القرية مثال حي يحتذى به، ومكان رائد في الحفاظ على التراث للأجيال المقبلة . ودعت كلينغمان الجهات المعنية إلى توفير حوافز فعالة لأصحاب البيوت الأثرية في المنطقة، من خلال الدعم والاهتمام بالتراث العمراني الأصيل الذي تتمتع به المنطقة في شتى قراها، وتحقيق وسائل مستدامة لإعادة استخدام البيوت القديمة والاستفادة منها في تحويلها إلى معارض تراثية وفنية تخاطب أحاسيس روادها من خلال اللون والصوت والصورة باستخدام التقنيات الحديثة، والجمع بين العمارة التقليدية والفن المعاصر. بعد ذلك ألقى نائب قرية العكاس إبراهيم علي العكاسي كلمة رحب فيها بضيوف القرية، مقدما شكره وتقديره لكل من أسهم في اختيار القرية لإقامة فعاليات المشروع، مشيرا إلى أن هذا الاختيار يأتي كدليل لمكانتها التاريخية والأثرية, واصفاً القرية بأنها منبع للعديد من العلماء والقضاة والأدباء والمفكرين الذين عاشوا فيها قبل 300 عام تقريباً, وتلقوا تعليمهم عبر " المعلامة ". ثم قدم البروفيسور الفرنسي الباحث في علم الشعوب تيري موجيه نبذة حول جولاته التاريخية في المملكة العربية السعودية خلال الفترة 1979 - 1991 موثقا مورثها التراثي والحضاري فوتوغرافيا، في ظروف وصفها بالصعبة، مبيناً أنه وجد منطقة عسير آنذاك من أكثر مناطق المملكة تميزاً وحضارة، مما جعله يوثق لها أكثر من 10 آلاف صورة فوتوغرافية، ضمنها في أكثر من 20 كتاباً له. وقال تيري إن مشاركته في فعالية مشروع "عسير حلة العمران" جاءت للإدلاء بشهادته عن المنطقة في تلك الحقبة الزمنية، وما يحمل في ذكرياته عن عسير، وما يمتاز به أهاليها من كرم الضيافة وخدمة للزوار يندر أن يكون لها مثيل، منوهاً بما تتمتع به المنطقة من قرى تراثية عريقة تجبر أي باحث ومدون تاريخي على الوقوف على مقوماتها. عقب ذلك شاهد الجميع عروضاً فنية على واجهات جدران القرية حاكت الماضي ،وما عرض في مهرجان الضوء بمدينة نيويورك الأمريكية، ثم تجول الجميع في أروقة القرية والقصور الأثرية. // انتهى // 16:41 ت م تغريد
مشاركة :