عاد ريال مدريد إلى الواجهة من جديد ليس على مستوى النتائج والانتصارات فحسب، بل عاد بالأداء الجذاب والكرة الجماعية، فالأندية الكبيرة قد تحقق الفوز في بعض المباريات دون أن تقدم الأداء المقنع، إلا أن «الملكي» عاد جذاباً متناغماً جماعياً، الأمر الذي يجعل جماهيره تشعر بالطمأنينة في هذا التوقيت المهم من الموسم، فقد فتح أبواب الأمل من جديد للمنافسة الجادة على الليجا، بعودته إلى المركز الثاني، وكذلك الاستمرار في مطاردة لقب دوري الأبطال «البطولة المفضلة للريال». عودة الريال جاءت هذه المرة على حساب الجار أتلتيكو مدريد، والذي يوصف عادة في مواجهاته مع الملكي بالفريق العنيد، فقد سجل كاسيميرو، وراموس، وبيل الثلاثية الملكية مقابل هدف لأتلتيكو بتوقيع جريزمان، ليرفع العملاق المدريدي رصيده للنقطة 45 من 23 مباراة، وهناك 15 جولة متبقية حتى نهاية الموسم، مما يجعل جميع احتمالات وحسابات المنافسة على اللقب قائمة حتى آخر الجولات، وما يحسب للريال أنه حقق الفوز على أتلتيكو مدريد في «الديربي» الكبير، وجاء الفوز مشفوعاً بالأداء الجيد، وتحقيق بعض الأرقام التاريخية على المستويين الجماعي والفردي. الرقم الأول للريال هو أنه أصبح أول فريق في تاريخ «الليجا» يحقق 600 فوز خارج معقله، وتمثل هذه الأرقام قيمة وأهمية معنوية كبيرة في ظل المنافسة التاريخية مع الأندية الأخرى، وعلى رأسها الغريم الأزلي برشلونة، فقد بلغ النتائج الإيجابية للريال خارج معقله في الليجا 42%، وهو صاحب النسبة الأعلى بلا منازع، يليه برشلونة بنسبة 39% بمجموع 551 فوزاً خارج الديار في الليجا، ثم أتلتيكو بنسبة 31%، وفالنسيا 26%، أما خامس أكثر الأندية في «الليجا» فوزاً خارج معقله فهو أتلتيك بلباو بنسبة 24%، وعلى المستوى التاريخي يمكن القول إن هذه الأندية هي الأفضل في تاريخ الدوري الإسباني، مما يؤشر إلى أن الفوز خارج الأرض هو أحد أهم مقاييس القوة والتفوق. أما ثاني الأرقام اللافتة في ليلة الفوز الكبير لعملاق مدريد على الجار العنيد، فهو وصول جاريث بيل بأهدافه إلى الرقم 100، وهو اللاعب رقم 21 في تاريخ الريال الذي يدخل نادي الـ 100 هدف، وبالنظر إلى أن هؤلاء النجوم لا يشكلون عدداً كبيراً، فإنه يمكن القول إن بيل أصبح واحداً ممن شاركوا في صنع تاريخ الملكي، وبلغ رصيد بيل في الليجا 76 هدفاً، و16 في دوري الأبطال، و6 أهداف في مونديال الأندية، وثنائية في كأس الملك. ويدافع النجم الويلزي عن قميص الريال للموسم السادس، واللافت أن أفضل مواسمه تهديفياً هو أولها حينما سجل 22 هدفاً في موسم 2013 - 2014، وآخرها الذي شهد تسجيله 21 هدفاً، أي الموسم الماضي، ويبلغ رصيده حالياً 12 هدفاً في 28 مباراة، وهو ما يجعل عشاق الريال لا يشعرون بالرضا التام عنه، ولا يثقون في قدرته على جعلهم يتناسون أسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي لا يمكن تعويضه بسهولة. أما ردة فعل الصحافة المدريدية عقب الفوز الكبير للريال على جاره المدريدي، فقد أشارت ماركا إلى أن الريال بصم على عودته رسمياً لأجواء المنافسة على الليجا، وسوف يفعل كل شيء حتى نهاية الموسم من أجل البقاء في دائرة الأمل، أما صحيفة «آس» فأشارت إلى أنه ديربي الفار بامتياز فقد كانت هناك 3 حالات لأتلتيكو، وحالة للريال، وعلى الرغم من ذلك فقد أقر سيميوني أن فريقه لم يخسر لأسباب تحكيمية أو لأسباب تتعلق بتقنية فيديو الحكم المساعد «VAR»، بل خسر المباراة لأن الريال كان الطرف الأقوى الذي استحق الحصول على 3 نقاط. فيما أشار سولاري المدير الفني للريال إلى أنه فريقه كان قوياً بصورة مبهرة على المستوى الجماعي، وهو أكثر ما يسعى إلى تأكيده، والعمل على استمراره في المرحلة المقبلة، حيث يرى سولاري أن الجماعية هي القيمة الأهم والأكثر تأثيراً في عالم كرة القدم، على أن يتم استخدام القدرات الخاصة لبعض اللاعبين أصحاب المواهب الاستثنائية لخدمة الفريق.
مشاركة :