خالد محمد الشبانة أشار الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- في أحد تصريحاته إلى أن هيئة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» أساس للدولة السعودية المباركة وصمام أمان للمجتمع. تلك الشعيرة عند كثير من العلماء الركن السادس من أركان الإسلام. وجعل الله خيرية أمة الإسلام بها «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ». فمَنْ يقارن المجتمع الغربي بالمجتمع المسلم في ذلك فإنما يطمس خصيصة اختص الله بها المسلمين، بل إن كثيراً من المجتمعات تحاول وضع قانون ونظام للآداب والذوق العام لشعوبها، لكنها تفشل أمام الحرية المنفلتة. صمدت الهيئة كثيراً أمام النقد الذي يوجه لها في كل حدث أو حادثة وهي بذلك تطوّر يوماً بعد يوم، لكننا مع الأسف في مجتمع قاسٍ للمخطئ وجادب لشكر المصيب! هناك فئة تزعجها أعمال ومهام الهيئة كثيراً، ينتهزون الفرص لينقضّوا على ذلك الجهاز الفضيل، يدعوهم ويدفعهم داعي الهوى والنفس المفضي إلى المجون والفساد، والولوغ في براثن المآثم، وبداية طريق الجنوح عن الأخلاق السويّة، والبُعد عن القيّم المعتبرة والعادات المرعيّة، فالآمر بالمعروف يريد الخير لا شك وقد يخطئ بالوسيلة أو المبالغة فيها، وهو في ذلك محسوب ضمن الخطأ الآدمي المقابل لكمال الله سبحانه. كما لا يمكن إغفال عدد كبير من الناس الذين ينتقدون الهيئة لتقويمها وتحسين أدائها مقابل فئة ليست كثيرة غرّتها حرية الغرب المبطنة بذلّ الإنسان، التي أغرقته في الإضلال والضلال، يظنون أنها حياة الديمقراطية -الشعب حرّ فيما يختار- وما علموا أن الذي خلقهم هو أعلم بهم من أنفسهم وبأزمانهم وبفطرتهم التي فطروا عليها. لذا تسمع أن الهيئة ضد حرية حياة الآخرين!! وحديث «السفينة» خير مثال لعمل الهيئة في المجتمع. نعم الهيئة ضد الحرية التي تعتدي على نفوس ومال ومحارم الآخرين. وضد حرية العقل لأنها تلاحق مروجي الخمور والمخدرات. وضد الأخلاق لأنها تلاحق منحرفي القيم والسلوك. وضد العلاقة مع المرأة لأنها تكشف الخلوات غير الشرعية مع محارم المسلمين. وضد السحر لأنها تلاحق السحرة وتكشفهم وتفك سحرهم وإيذاءهم للمسلمين. وقالوا قديماً: «الصياح على قدر الألم». «وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا». وهم قليل والحمدلله. ومن توفيق الله تعالى للدولة أنها لا تفتر عن دعم الهيئة معنويا وماديا، مقابل عقول تعشش بالرجعية تجاه تلك الشعيرة الإسلامية. أما قضايا الخلاف مع ممارسات الهيئة فيجب ألاّ يتم تناولها بسطحية وإسقاط وتحييد وتحجيم لدورها، واختزال جهودها في قضايا فردية، فإن هذا من أظلم الظلم، والموازنة في الحكم بين أعمالها المسددة وأخطائها هو العدل المأمور به. ومن المزعج جداً أن تكون أخطاء الهيئة المعتادة في أي عمل بشري تقاة ومتاجرة وإظهار فكر يُرضي به صاحبُه المعادين لتلك الشعيرة الأساسية في دين الإسلام وفي شريعة الدولة! أخيراً: الكليات الشرعية الخمس التي جاء بها الإسلام: حفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال. فما علاقة أعمال الهيئة بتلك الكليّات الخمس؟ لكم الإجابة.
مشاركة :