إشكاليات الترجمة من العربية وإليها في ندوة بالقاهرة

  • 2/20/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

استعرض خبراء وأكاديميون وأدباء إشكاليات الترجمة من اللغات الأجنبية وإليها، في ندوة أقيمت بجامعة عين شمس بالقاهرة، ضمن احتفالية مهرجان القاهرة الأدبي، وأقيم المهرجان تحت عنوان مزج الثقافات وتواصل الأجيال. وفي افتتاح الندوة، أشار رئيس المركز القومي للترجمة أنور مغيث إلى أن ترجمة الآداب الأجنبية إلى العربية تفرض نفسها حاليا. وأشارت إحصائية مهنية صدرت عن منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة عام 1992 إلى وضع الترجمة في العالم العربي، وأكدت أن اليونان مثلا تترجم أكثر من البلاد العربية مجتمعة. تنويع اللغات وطالب مغيث بتنويع مصادر الترجمة، من العربية وإليها، وعدم الاقتصار على الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والروسية، فهناك لغات أخرى مهمة مثل الهندية والصينية والكورية واليابانية والفارسية. وأضاف مكتبي لا يكاد يخلو من الملحقين الدبلوماسيين الأجانب، الذين يعرضون تعريف القارئ العربي بإنتاج دولهم الأدبي والفكري، ويعرضون المساهمة في طباعة الأعمال، فهل يوجد ملحق دبلوماسي مصري فعل هذا في الخارج؟ فلو تم ذلك لاستطعنا أن ننجز مشروعا لتصدير الفكر العربي. ومن ناحيتها، أشارت عميدة كلية الألسن ناهد عبد الحميد إلى وجود 16 لغة معتمدة في الكلية، وتوجد بحوث التخرج للطلاب، وبحوث الترقية للأساتذة، تحتاج إلى من يطبعها، ولو تمت ترجمة كتب جمال حمدان مثلا إلى اللغات الرئيسية لتحقق إنجاز قومي مهم. بضاعة وتسويق وأكد الأستاذ بقسم اللغة الألمانية عاصم عز الدين أن الترجمة عملية مؤسسية، تقوم على ثلاثة أضلاع: المترجم، والكتاب، ودار النشر. ولا يجب أن يكون الهدف هو الإنتاج، بقدر ما يكون قراءة هذا الإنتاج، وخاصة في الغرب، فنحن لدينا بضاعة جيدة، لكن ليس لدينا مسوق جيد. وطالبت الأستاذة بقسم اللغة الإسبانية نادية جمال الدين بدعم مكتبات أقسام اللغة العربية في الجامعات الغربية بالكتب العربية، بعيدا عن قضية الربح المادي، لأن الثقافة لها تأثير وقوة ناعمة لها ما بعدها. واقترح الأستاذ بقسم اللغة العربية بكلية الألسن عاطف بهجات اعتماد آلية محددة، سواء في وزارة الثقافة، أو الهيئة العامة للاستعلامات، أو وزارة الخارجية، تسمح بأن نقدّم أنفسنا للآخر من وجهة نظرنا نحن، بدلا من أن نتركه يتخير ما يترجم، لأهداف سياسية أو فكرية. وضع المترجم ومن جهتها، قالت رئيسة سلسلة الجوائز بالهيئة العامة للكتاب سهير المصادفة لست راضية عن وضع الترجمة في البلدان العربية، كما وكيفا، لأن المتميزين من المترجمين يتجهون للعمل في السياحة، والترجمة الفورية، والشركات الأجنبية، من أجل الربح السريع والوفير، ويتركون الصناعة الثقيلة، وهي ترجمة الفكر والأدب والعلوم، وإذا استمرت هذه الحال فنحن أمام كارثة في المستقبل. وكشفت المصادفة عن مشروع جديد تنفذه قريبا الهيئة العامة للكتاب بعنوان كتابنا، وهو عبارة عن مخطط (كتالوج) ضخم لأحدث الكتب العربية الصادرة، ومترجم لأربع لغات، يقدّم الفكر العربي للقارئ الأجنبي بشكل عام، وعلى القارئ الأجنبي أن يختار ما يناسبه. وبدوره، لفت رئيس رابطة الأدب الحديث في القاهرة الشاعر محمد عبد العال إلى أن ترجمة الشعر من الآداب الأجنبية إلى العربية لم يأخذ اهتماما كافيا من الندوة، باعتباره من أصعب المغامرات التي يمكن أن تعترض المترجم، لاختلاف عبقريات الألسن، وامتياز كل لغة عن الأخرى بخصائص وبصمات، تكسبها خصوصيتها وتفردها. وأشار عبد العال للجزيرة نت إلى أن الشعر العالمي المترجم جنى على الشعر العربي في تنكره لأهم سماته، وهي الخطابية، والموسيقى المتجلية في عنصري الوزن والقافية.

مشاركة :