أكد نائب مساعد صحة الرياض للشؤون العلاجية الدكتور محمد مستور الزهراني خلال افتتاحه فعاليات اليوم العالمي للصحة النفسية بالشؤون الصحية بالرياض أمس، أن الأمراض والضغوط النفسية لها تأثيرات اجتماعية واقتصادية كبيرة، حيث تشير الإحصاءات في بعض الدراسات العالمية ارتباط أسلوب الحياة بالضغوط والأمراض النفسية وأن الارتباط بتقنيات الاتصال عن بعد أحدث تفاعلات جديدة للعلاقات ما بين الأسر، ما كرس العزلة وتلاشي قيم التواصل الأسري التي تعزز الصحة النفسية وأدى ذلك إلى تغيير المفهوم النفسي لهوية الفرد الذاتية والاجتماعية. وذكر استشاري الطب النفسي ومدير إدارة الصحة النفسية والاجتماعية بصحة الرياض الدكتور مهدي العنزي أن منظمة الصحة العالمية قصدت من قيام يوم للصحة النفسية تسليط الضوء على الموضوع لما له من أهمية كبرى في حياة الفرد والمجتمع، حيث أثبتت الدراسات الحديثة أن الاضطرابات النفسية من أكثر الأسباب تكلفة في الخسائر الاقتصادية نتيجة أعباء الأمراض في جميع أنحاء العالم وهي النسبة الأكبر متجاوزة أمراض القلب والسكر والإيدز، ويتوقع أن ترتفع النسبة لتصل إلى 16.5% بحلول عام 2020م، باعتبار أن 450 مليون شخص في العالم يعانون من اضطرابات نفسية وعقلية منهم 154 مليونا مصابون بالاكتئاب، و250 مليونا مصابون بالانفصام و91 مليونا مدمنو كحول ويخسر العالم سنويا حوالى مليار شخص. من جهته، تحدث الدكتور عبدالعال أحمد استشاري الطب النفسي عن الإقصاء المجتمعي للمرضى النفسيين وتأثيره في نجاح مخرجات العملية العلاجية، مبينا أن هناك دراسة بريطانية على الوصمة النفسية في المؤسسات الصحية بلغ عدد العينة فيها 757 مريضا نفسيا أوضحت أن هناك 47% منهم اشتكوا من وجود تمييز من الأطباء العموميين وأن 32% من العينة وجدوا تمييزا داخل المؤسسات التي تقدم الخدمات النفسية، مقترحا بعض الحلول تتمثل في: الخدمة الطبية والنفسية والاجتماعية والمهنية لتحسين مخرجات العملية العلاجية، محاربة النظرة السلبية للمريض النفسي في المؤسسات الصحية، وأن يكون لخدمات الصحة النفسية الدور الأساسي في تسهيل جهود المجتمع. وفي كلمة مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض ذكر مساعد المدير التنفيذي للشؤون العلاجية بالمجمع الدكتور رياض بن عبدالله النملة أن وجود ممثلين للجهة التشريعية والإشرافية والتنفيذية يعتبر فرصة مواتية للخروج من هذه الفعالية بنتائج إيجابية تسهم في تحسين مستوى الخدمة لهذه الفئة. بينما أكد رئيس الإرشاد الأسري بمجمع الأمل بالرياض الدكتور محمد إسحاق أن النموذج الطبي الحالي للمرضى النفسيين غير مجد وأنه لابد من التحول إلى النموذج الاجتماعي، داعيا إلى تفعيل الخدمات النفسية في المراكز الصحية الأولية وعقد شراكات مع مؤسسات المجتمع المختلفة واستخدام استراتيجية التمكين للتعريف بالخدمات التي يمكن أن يحصل عليها المريض النفسي وأسرته لوجود جهل بذلك.
مشاركة :