قالت مصادر أمنية وطبية إن ثلاث سيارات ملغومة انفجرت في مدينة القبة في شرق ليبيا اليوم (الجمعة)، مما أدى لمقتل 40 شخصا واصابة 70 آخرين. ولم يعلن أحد على الفور مسؤوليته عن التفجيرات لكن رئيس البرلمان عقيلة صالح قال إنها جاءت ردا فيما يبدو على ضربات جوية مصرية لمدينة درنة القريبة حيث يوجد الكثير من المتطرفين.. وأفاد شهود عيان أن «الانفجارات كانت متزامنة وكان دويها عاليا جدا وسمع في مختلف أرجاء المدينة» الصغيرة التي تبعد نحو 50 كلم شرق مدينة البيضاء حيث المقر المؤقت للحكومة الليبية المعترف بها دوليا. وذكر مسعفون أن «عدد الضحايا الأكبر كان في محطة توزيع الوقود في المدينة ومعظمهم من المدنيين الذين قدموا للتزود بالوقود من هذه المحطة المزدحمة التي شح عنها الوقود خلال الأيام الماضية ما تسبب في هذا الازدحام»، مؤكدين نجاة رئيس البرلمان من الحادثة كونه لم يكن متواجدا في البيت. ويأتي هذا الانفجار بعد أيام قليلة من الغارات المشتركة التي نفذها سلاحا الجو الليبي والمصري على أهداف لمتشددين في مدينة درنة انتقاما لمقتل 21 قبطيا ذُبحوا على يد الفرع الليبي لتنظيم «داعش» في مدينة سرت وسط ليبيا. وهذه المدينة تقع تحت سيطرة الجيش والقوات الموالية للواء خليفة حفتر، وجميع سكانها ينتمون لقبيلة العبيدات التي ينتمي إليها رئيس البرلمان الليبي، وعبد الفتاح يونس رئيس أركان الجيش، الذي قاد الحرب على نظام معمر القذافي وقتل على أيدي متطرفين في العام 2011 قبل إنهاء الثورة المسلحة بثلاثة أشهر. ويحاصر الجيش وقوات اللواء حفتر إضافة إلى مدنيين مسلحين منذ أشهر جميع مداخل ومخارج مدينة درنة التي باتت تعلن ولاءها صراحة إلى تنظيم «داعش» وأميرها أبو بكر البغدادي، إضافة إلى أن هذه المدينة تعد المعقل الأبرز للجماعات المتطرفة. وتعد هذه العمليات الأولى من نوعها تستهدف تجمعات مدنية ليس لها علاقة بالمؤسسة الشرطية والعسكرية، ويعد تطورا لافتا في مسلسل العنف الذي يكتنف البلد.
مشاركة :