بعد اكثر من ستة اشهر:السعوديون يعتبرون الحملة الجوية ضد داعش فاشلة

  • 2/21/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

إن بي آر – التقرير:لقد كانت استراتيجية الحملة ضد الدولة الإسلامية محل نقاش هذا الأسبوع؛ حيث كان هناك يومان من الاجتماعات العسكرية المغلقة في المملكة العربية السعودية، وفي البيت الأبيض في العاصمة الأمريكية واشنطن، تعقد قمة لمكافحة التطرف العنيف. وفي الوقت نفسه، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن برامج تدريب الثوار السوريين سوف تبدأ الشهر المقبل. وفي حين يبدو كل شيء جيدًا للملأ حتى الآن، وجهة النظر السعودية التي تتم مناقشتها ضمن القطاع الخاص، هي أن الحملة الجوية ضد داعش، وبعد أكثر من ستة أشهر من انطلاقها؛ لا زالت فاشلة ولا تعمل بشكل جيد. الأمير تركي الفيصل، وهو رئيس المخابرات السعودية السابق، الذي عمل أيضًا كسفير للمملكة لدى الولايات المتحدة بين عامي 2005 و2007: قال“تنفيذ هجمات الوخز بالإبر هذه على مناطق معينة، لن تحل القضية“. ولم يعد الفيصل ، وهو عضو بارز في العائلة المالكة، يشغل منصبًا رفيعًا. ولكن وجهات نظره تعتبر انعكاسًا للتفكير العام داخل القيادة السعودية. هو يقول إن الضربات الجوية ضد داعش محدودة جدًا، وغير منسقة تنسيقًا جيدًا. وبالإضافة إلى ذلك، يصر فيصل على أن جهود التحالف تتعرض للتقويض من خلال سياسات أوروبا وعدم الثقة في الشرق الأوسط. وكدليل، لاحظ الفيصل أن سلاح الجو الأمريكي يقوم بضرب أهداف داعش، أو الدولة الإسلامية، في كل من العراق وسوريا، بينما يتمسك الحلفاء الغربيون الآخرون بضرب أهداف التنظيم في العراق فقط. ومضيفا الفيصل: “هذا لأن هؤلاء الرجال (الأوروبيين) يرفضون العمل في سوريا. هذا أمر مجنون تمامًا. الهدف هو نفسه، ولكن لأن هذه هي سوريا، وتلك هي العراق؛ فإن الأوروبيين لا يريدون ضرب سوريا“. وفي الوقت نفسه، يلاحظ الفيصل أن دول الخليج، والتي هي جزء من التحالف الدولي أيضًا، ضربت أهداف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا؛ ولكنها ليست نشطة في العراق. وأوضح الفيصل: “حدث هذا لأن العراقيين لم يطلبوا منا المشاركة. كيف يمكننا مواجهة هذا الوضع إذا كانت جهودنا مفككة جدًا هكذا؟“، وأضاف أنه لا يتم تشارك معلومات المخابرات العراقية عن داعش مع الشركاء العرب في الائتلاف. ائتلافات منفصلة وقال الفيصل أيضًا: “هناك في الحقيقة ائتلافان من القوات الجوية؛ واحد يعمل في سوريا، ولا يعبر الحدود إلى العراق، والآخر يعمل في العراق، ولا يعبر الحدود إلى سوريا“. وأما في واشنطن، فتصر وزارة الدفاع الأمريكية على أنه كان هناك تقدم منذ بدء الحملة الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في أغسطس/آب. ولكن الدكتور تيودور كاراسيك، وهو محلل عسكري مقره دبي، يقول إن النشطاء الأساسيين في داعش هم استراتيجيون فائقو المهارة القتالية، ويستطيعون النجاة من الضربات الجوية، والحفاظ على قدرتهم في شن الهجمات في الوقت نفسه. ويقول كاراسيك إن لدى داعش “مكتبات من الكتيبات الميدانية لجيش الولايات المتحدة“، وقد استحوذ التنظيم على معدات عسكرية أمريكية كثيرة وعلى إمدادات من الجيش العراقي. وأضاف الخبير العسكري: “أنهم يعرفون بالضبط كيف تعمل الضربات الجوية، وهم قادرون على النجاح لأنهم يملكون هذه المعرفة“. ويؤكد المحلل العسكري أيضًا على أن داعش تعرف تمامًا كيف تزدهر في حالات الفوضى، وكيف تقوم باللعب على المظالم المحلية التي يعاني منها العرب السنة. وفي حين تصر واشنطن على إزاحة داعش أولا؛ يصر السعوديون على أن الطريقة الوحيدة لمعالجة تلك المظالم هي إزالة الرئيس بشار الأسد في سوريا، الذي يعد حليفًا رئيسا لإيران، منافس السعودية الإقليمي. وما أدى إلى حدوث انقسامات في وجهات النظر حول مدى نجاح الحملة الدولية ضد تنظيم داعش، هو أن السعوديين والولايات المتحدة يتفقان على الهدف، ولكنهما يختلفان بشأن التوقيت. ويقول كاراسيك إن: “سبب المرض موجود في الدول الفاشلة“، ويضيف أن: “العراق اتخذ بعض الخطوات لتصحيح هذا الوضع، ولكن سوريا لم تفعل أي شيء على هذا الصعيد“.

مشاركة :