المشكلات بين فرنسا وإيطاليا عند الحدود التي ترسمها جبال الألب، لا تقف فقط عند مسألة سكّة الحديد، فهناك أيضاً اتهامات متبادلة بشأن قضية المهاجرين وما يتشعب منها من ملفات. الفرنسيون والإيطاليون يتشاركون التاريخ والثقافة والحدود والكثير من المصالح الاقتصادية، كما أنهما بلدان مؤسسان للاتحاد الأوروبي، وهما ملتزمان بالتواصل فيما بينهما، وهذا ما دفع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على العمل من أجل احتواء الموقف ومنع التصعيد. للمزيد في "يورونيوز": فرنسا تستدعي سفيرها في إيطاليا إثر تراشق لفظي هو الأسوأ منذ عقود مسؤول إيطالي يلتقي زعماء السترات الصفراء الفرنسية ويشيد "برياح التغيير" فرنسا.. السترات الصفراء ورأس المال المُعوْلم الحكومتان تمثلان وجهتي نظر متضادتين حول الكيفية التي ينبغي أن يكون بها الاتحاد الأوروبي وأوروبا بشكل عام. وحركة "خمس نجوم" وحزب الرابطة في إيطاليا بدأوا الحملة للانتخابات الأوروبية، ويبدو ان الاتكاء على حركة السترات الصفراء كقوة جماهيرية مؤثرة، أمرٌ مغرٍ بالنسبة لليمين الإيطالي الذي تمثله " خمس نجوم" و"الرابطة". وكان دي مايو التقى مع زعماء حركة السترات الصفراء الفرنسية قبل أسبوع ونيف أثناء توقف رحلة طيران كان على متنها في فرنسا حيث تحدث إلى كريستوف شيلونكون زعيم حركة السترات الصفراء والمرشحين على قائمة الحركة الشعبية في انتخابات البرلمان الأوروبي، وألحق دي مايو ذاك اللقاء بتغريدة على تويتر قال فيها: إن "رياح التغيير عبرت جبال الألب". أما فيما يتعلق بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فمن الأهمية بمكان بالنسبة له العمل على تبديد أي محاولة تنسيق بين الإيطاليين والفرنسيين في إطار حركة السترات الصفراء، لما باتت تمثله من ثقلل سياسي لا يستهان به، خاصة فيما يخص الانتخابات الأوروبية. وبصرف النظر عن الخلاف السياسي والالتزام بمصالح ناخبيهم، تتقاسم الحكومتان الفرنسية والإيطالية مصالح تجارية واقتصادية ضخمة، مثل الاستثمارات المالية والتعاون الصناعي في القطاعات الاقتصادية الإستراتيجية، فما يجمع البلدين أكثر بكثير مما يفقرهما.
مشاركة :